ثانيا: دعوى تناسخ الأرواح، فحلت روح الله - تعالى عن ذلك علوا كبيرا - في آدم، ثم تناسخت حتى حلت في عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فصار ربا عند بعضهم فعبدوه من دون الله، وعند بعضهم صار نبيا، وشيعة هذا الرجل لا يؤمنون بالقيامة، ويزعمون أن الدنيا لا تفنى، واستحلوا ما حرم الله كالميتة، والخمر وغير ذلك (?).
وهذا فيه من الضلال:
1 - القول بالحلول والاتحاد، عقيدة باطلة، مقتضاها أن الخالق سبحانه يحل في المخلوق، فيصير المخلوق إلاها، تعالى الله عن ذلك علو كبيرا.
2 - مناقضة معنى لا إله إلا الله، ومعناها لا معبود بحق إلا الله.
3 - دعوى النبوة بعد نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فهو خاتم الأنبياء ولا نبي بعده.
4 - مناقضة قول الله تعالى في تحريم الميتة: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} (?) وقوله تعالى في تحريم الخمر: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (?) ومن استحل شيئا حرمه الله فإنه يكفر، ولا يصح التذرع بتأول قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً} (?) لأنه تأول باطل في مقابل نصوص قرآنية حرمت الخمر وغيرها، علما بأن الآية هنا نصت على تحريم الميتة.
5 - صرف الناس عن منهج الكتاب والسنة إلى مزاعم وأباطيل تنافست الفرق الضالة في ابتداعها.
ثالثا: خرج من الفرقة السابقة فرقة تبنت القول بالحلولية، فزعموا أن عبد الله بن عمرو بن حرب تحولت فيه روح حفيد علي: عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب، وزعموا أن عبد الله بن محمد بن علي المعروف بابن الحنفية نص على إمامة عبد الله بن عمرو بن حرب، فسمى أتباعه أنفسهم الحربية.