إنك حينما تتعرف على تلك الفرق الهدامة، التي نشأت كأشد ما تكون مِعْول الهدم، والتي تنوعت مناهجها في الإضلال والزندقة تعرف تماما أن الأمر لا يتعلق بحب آل البيت، ولا بعبادة تقربهم من الله، ولكنها لمقاصد وغايات تجتمع كلها على قلب الإسلام رأسا على عقب، إما لمطلب رياسي، وإما لانتقام قومي، أو انتصار لوثنيات وأديان محاها الإسلام.

فتجد دعاوى يستميت أصحابها لنشرها وهي كما يلي:

أولاً: دعوى أن الله - عز وجل - على صورة الإنسان، وأنه يهلك كله إلا وجهه، وصاحب هذه الفرية العظيمة: هو بيان بن سمعان التميمي، ولكي يقرر هذه الفرية في أذهان الأتباع زعم أنه بالاسم الأعظم يدعو الزهرة فتجيبه، فاغتر به السذج من الأتباع فأثبتوا لهذا الكذاب النبوة (?).

وهذا فيه من الضلال:

1 - تشبيه الله - عز وجل - بالمخلوق، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فهو القائل سبحانه: {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (?).

2 - حكمه بفناء الله - عز وجل -، واستثنى الوجه حتى لا يرد قوله الباطل، والله - عز وجل - هو الحي القيوم، الذي لا يفنى.

3 - دعواه النبوة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء، فلا نبي بعده.

4 - صرف الناس عن منهج الكتاب والسنة إلى مزاعم وأباطيل تنافست الفرق الضالة في ابتداعها.

ولكن هذا الكذاب قيض الله له خالد القسري فقتله، لقاء ما أحدث من ضلال، وخالد القسري من قبيلة بجيلة من بني مالك، ولاه هشام بن عبد الملك على العراق سنة (105 هـ) له مواقف مع الزنادقة، فقد ضحى بالجعد بن درهم القائل بخلق القرآن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015