بذلك أشدها تأثيرا في العاطفة، مستغلين مكانة آل البيت في قلوب الناس، فغلوا في تقديس علي وذريته ولاسيما ذريته من فاطمة رضي الله عنها، وأوجدوا من صفات الخزي والعار زورا وبهتانا ألصقوها بالخليفتين: أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وانتحلوا كل مسلك خبيث حتى أنهم جعلوا أبا لؤلؤة المجوسي من خيار الصحابة، لأنه قتل الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وزيادة في الزور وتضليل أتباعهم أقاموا له ضريحا في بلاد فارس يزار ويقدس غاية التقديس، والمعروف تاريخيا أن أبا لؤلؤة المجوسي قتل في المدينة، فمن نقله إلى بلاد فارس ليقيم عليه ضريحا يعبد من دون الله؟ ! ، وقد اعترف بعض الشيعة بذلك وقال: "ليس لأبي لؤلؤة المجوسي جثة في ضريحه المقام في إيران، ولكن لا نستطيع أن نصرح بذلك للأتباع، لأمرين:

الأول: أن لنا عليهم رياسة وزعامة، فلو صرحنا بذلك انفضوا عنا ولم يعد لنا عليهم سلطة.

الثاني: أن من يصرح بذلك قد يقتل من قبل الغلاة أنفسهم لأنه سيكون منه عملا على هدم ما قام التشيع من أجله".

قلت: ومثل هذا ضريح علي، وضريح ابنه الحسين ليسا حقيقيين، وإنما أنشئا لهدفين:

الأول: التلبيس على الأتباع، وخداعهم بالزيارة والتقديس، وتقديس كربلاء مضاهاة للحرمين الشريفين في مكة والمدينة، مع أن الحسين - رضي الله عنه - تشاءم من كربلاء حين قدمها وسأل ما اسم هذا المكان؟ ! قالوا كربلاء، قال: " صدق الله ورسوله: كرب وبلاء ". وفي رواية: " صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرض كرب وبلاء " (?).

ومناواة لفقه الأئمة الأربعة اجتهد الشيعة في تأسيس المذهب الشيعي في الفقه، حصروه في فقه آل البيت، وجعلوا مرتكز ذلك ما نقلوا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق رحمه الله، وسموه المدرسة الفقهية الجعفرية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015