أحدهما: أن يكون معطوفاً على المضمر في (برئ) وحسن العطف عليه وإن كان غير مؤكد؛ لأن قوله تعالى: {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} قام مقام التوكيد.
والثاني: أن يكون ميتدأ، والخبر محذوف تقديره: ورسوله برئ أيضاً، ثم حذف الخبر لدلالة خبر (أنَّ) عليه.
وذكر سيبويه وجهاً ثالثاً: وهو أن يكون معطوفاً على موضع (أنَّ) ، وهذا وهم منه؛ لأن (أًنَّ) المفتوحة مع ما بعدها في تأويل المصدر، فقد تغيرت عن حكم المبتدأ وصارت في حكم (ليت) و (لعل) فكأن في إحداثها معنى يفارق المبتدأ، فكما لا يجوز العطف على مواضعهن فكذلك موضع (أنَّ) لا يجوز العطف عليه، وإنما يجوز العطف على موضع (إنَّ) المكسورة، كما قال الشاعر:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله فإني وقيار بها لغريب
ولعل سيبويه توهم أنها مكسورة فحمل على موضعها، وقد قرئ في الشواذ {إنَّ اللَّهِ} بالكسر، ولعله تأول على هذه القراءة.
فأما النصب: فعلى العطف على اللفظ، ومثله قول الراجز:
إن الربيع الجون والخريفا يدا أبي العباس والصيوفا
وأما الجر: فحمله قوم على القسم، وهي قراءة بعيدة شاذة.
* * *
يسأل عن موضع {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ} من الإعراب؟ وفيه جوابان: