أحدهما: أن موضعه نصب؛ لأنه معطوف على اسم (إن) ، ويكون المعنى: وإن الذين يكنزون الذهب والفضة يأكلونها.
والثاني: أن يكون رفعاً على الاستئناف.
ويسأل: لم قال: {يُنْفِقُونَهَا} . ولم يقل: (يُنفقُونَهما) ؟ في هذا أجوبة:
أحدها: أنه يرجع إلى ما دل عليه الكلام، كأنه قال: ولا ينفقون الكنوز.
والثاني: أنه لما ذكر الذهب والفضة دل على (الأموال) ، فكأنه قال: ولا ينفقون الأموال.
والثالث: أن الذهب مؤنث، وهو جمع واحده (ذَهْبة) ، وهذا الجمع الذي ليس بينه وبين واحده إلا (الهاء) يذكر ويؤنث، قال الله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة: 7] وقال: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} [القمر: 20] فذكر. ثم لما اجتمعا في التأنيث، وكان كل واحد منهما يؤخذ عن صاحبه في الزكاه على قول جمهور أهل العلم جعلهما كالشيء الواحد، ورد الضمير إليهما بلفظ التأنيث. والرابع: أنه اكتفى بأحدهما عن الآخر للإيجاز، ورد الضمير إلى الفضة؛ لأنها أقرب إليه، وإن شئت إلى الذهب، على مذهب من يؤنثه، والعرب تكتفي بأحد الشيئين عن الآخر للإيجاز والاختصار.
قال الشاعر:
رماني بأمر كنت منه ووالدي بريئاً ومن أجل الطوى رماني
ولم يقل: (بريئين) ، وكذا قول الآخر:
نحن بما عندنا وأنت بما عنـ دك راضٍ والرأي مختلف