أدخل في كثير من الأفعال إزالة القوط. وقد فر المقسطين في الحديث بما وصفهم به من قوله: (الذين يعدلون .. إلى آخر الحديث) والمراد من قوله: (عن يمين الرحمن) كرامتهم على الله وقرب محلهم وعلو منزلتهم وذلك، لأن من شأن من عظم قدره في الناس أن يتبوأ عن يمين الملك ثم إنه نزه ربه سبحانه عما سبق إلى فهم من لم يقدر الله حق قدره من مقابلة اليمين باليسار، وكشف عن حقيقة المراد بقوله: (وكلتا يديه يمين).
[2685] ومنه حديث أنس- رضي الله عنه- (كان قيس بن سعد من النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة صاحب الشرط من الأمير) قيس هذا هو قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري سيد الخزرج وابن سيدها أحد دهاة العرب وأهل الرأي ورياسة الجيوش، وكان من ذوي النجدة والبسالة والكرم والسخاء، وكان طوالاً سناطاً. أراد: أنه كان منتصباً بين يديه لتنفيذ ما يريد ويأمر به كصاحب الشرط الذي يتقدم بين يدي الأمير لتنفيذ أوامره وهو الحاكم على الشرط للأمور السياسية. والشرط جمع شرطة وشرطي، وهم قواد الأمير وحراسه ومسالحه، سموا بذلك؛ لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها.
(ومن الحسان)
[2687] قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث حذيفة- رضي الله عنه-: (من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه) قيد شبر أي: قدره يقال: بينهما قيد رمح وقاد- رمح أي: قدر رمح. ومنه