[2678] ومنه حديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنه-: (ألا وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. الحديث) الأصل في الرعي حفظ الحيوان، إما بغذائه الحافظ لحياته، وإما بذب العدو عنه. يقال: رعيت الإبل أرعاها رعياً. وكذلك رعي البعير الكلأ بنفسه رعياً ورعي الأمير رعيته رعاية، وهو القيام على إصلاح ما يتولاه. أي: كلكم يسأل عما استرعى أي شيء كان، فلا يكونن مقصراً في إصلاح ذلك الشيء ورعايته، فإن الله سائلة عن ذلك.
[2681] ومنه حديث عائشة- رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (إن شر الرعاة الحطمة) الراعي يجمع على رعاء ورعاة. أراد به الراعي الذي يظلم رعيته يقال: رجل حطم وحطمة: إذا كان قليل الرحمة للماشية يلقى بعضها على بعض قال الراجز:
قد لفها الليل بسواق حطم
[2683] ومنه حديثه الآخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن المقسطين على منابر من نور .. الحديث) القسط بالكسر العدل. والأصل فيه التنصيب. تقول منه: قسط الرجل: إذا جار، وهو أن يأخذ قسك غيره. والمصدر: القسوط. وأقسط: إذا عدل. وهو أن يعطي نصيب غيره. ويحتمل أن الألف أدخل فيه لسلب المعنى كما