اللغط بالتحريك: الصوت والجلبة، ومنه الحديث: (ولهم لغط في أسواقهم) وأراد به: الهراء من القول، وما لا طائل تحته من الكلام، فأحل ذلك محل الصوت العرى عن المعنى، والجلبة الخالية عن الفائدة.

[1691] ومنه: حديث ابن عمر- رضي الله عنه-: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر فأقبل الليل، قال: يا أرض، ربي وربك الله ... الحديث):

قلت: أراد الاستعاذة من متائه الأرض ومجاهلها، وما ينشأ منها، وما يدب ويدرج فيها؛ فخاطب الأرض على الاتساع.

وفيه: (وأعوض بك من أسد وأسود):هذا من باب التلوين في الخطاب، فإنه أتى بكلمة الاستعاذة أولاً على نعت الغيبة، وثانياً على نعت المشاهدة، وإنما اختار تلك الصيغة في الأول لما بعدها من الكلام، فلم يستقم له أن يقول: (أعوذ بك من شرك) على وتيرة واحدة؛ فيتشابه الخطابان؛ لاشتراكهما في الصيغة، فكان مطلع الخطاب للأرض، فلما تم الكلام الذي خاطبها به، رجع إلى الحضور.

وفيه: (ومن أسد وأسود):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015