رواه أكثر المحدثين بباء منقوطة بواحدة، والوطب، سقاء اللبن خاصة، ويكون من جلد الجذع فما فوقه، وقد ذكر المحققون من الحفاظ: أنه تصحيف، والصواب: وطيئة، على وزان وثيقة، وذكر أنها طعام كالحيس، وكأنها سميت بذلك؛ لتوطئتها بالأيدي تمرس لتخلط ويدل على صحة ذلك قول الراوي: (فأكل منها) والوطبة لا تؤكل وإنما يشرب منها، ويدل عليه- أيضاً- قوله: (فأتى بشراب فشرب منه).

(ومن الحسان)

[1682] حديث طليحة- رضي الله عنه-: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال، قال: اللهم، أهلله علينا .. الحديث):

الهلال: يكون أو ليلة والثانية والثالثة، ثم هو قمر، وإنما قي له: هلال؛ لأن الناس يرفعون أصواتهم بالإخبار عنه، من الإهلال [...] و (أهل الهلال) على ما لم يسم فاعله: إذا رئى، و (استهل) على هذا البناء أيضاً: إذا طلب رؤيته، ثم يعبر عن الإهلال بالاستهلال، نحو: الإجابة والاستجابة ويقال- أيضاً-: استهل هو: إذا تبين، وأهللنا الهلال: إذا دخلنا فيه.

فهذه جملة وجوه الاستعمال اللغوي، ولا نرى استقامة لفظ هذا الحديث عليها، إلا أن نقول: معنى قوله: (أهلله) أي: أطلعه علينا، وأرنا إياه، من قولهم: أهل، أي: رؤى، والمعنى: اجعل رؤيتنا له مقترناً بالأمن والإيمان، ويحتمل أن يكون الإهلال الذي ورد بمعنى الدخول: قد ورد متعدياً، فيكون المعنى: أدخله علينا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015