وفيه: (لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيتها) الباء في قوله (بحرف) زائدة كقولك: أخذت بزمام الناقة وأخذت زمامها ويجوز أن يكون لإلزاق القراءة به وأراد بالحرف، والله أعلم، الطرف منها، فإن حرف الشيء طرفه وكنى به عن جملة مستقلة بنفسها أي أعطيت ما اشتملت عليه تلك الجملة من المسألة كقوله: {اهدنا الصراط المستقيم} وكقوله: {غفرانك} وكقوله: {ربنا لا تؤاخذنا} وقوله: {ربنا ولا تحمل علينا إصرا} ونظائره ويكون التأويل فيما شذَّ من هذا القبيل من حمدٍ وثناء أن يعطي ثوابه.

[1469] ومنه حديث ابن مسعود ليلة أسرى برسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهى به إلى سدرة المنتهى الحديث) قيل لها: سدرة المنتهى؛ لأن وراءها من الغيب لا يطلع عليه ملك ولا غيره.

وفي الحديث: (إليها ينتهي علم الخلائق) وقيل: إليها يُنتَهى فلا يُتجاوز، يريد الملائكة والرسل.

وفيه (إلا المقمحات) والذي أعتمد عليه من الرواية تخفيفها من قولهم: أقحمت الفرسَ النهرَ ومن شدَّدها جعلها من تقحيم النفس في الشيء وهو إدخالها فيه من غير روية، وفيه تعسف، لأن إسناد الفعل في التقحيم [174/أ]. إلى الذنوب غير مستقيم، إلا أن يستعمل على وجه الاتساع، والتخفيف أقوم وأسدُّ وأثبت والله أعلم.

[1472] ومنه حديث أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ... الحديث). المراد منه أن سورة الإخلاص تحتوي على معانٍ من علم التوحيد تقوم من القرآن مقام الثلث من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015