كذلك، يتعففون عن السؤال، ويتحملون الصبر عند القتال، وهو مثل ما في الحديث: (يقلون عند الطمع، ويكثرون عند الفزع).
ومن باب ذكر اليمن والشام
(من الصحاح)
[4766] حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة، وألين قلوبا). الرقة إذا كانت في جسم تضادها الصفاقة، يقال: ثوب صفيق، وثوب رقيق. ومتى كانت في نفس تضادها الغلظة والجفوة، وكذلك اللين في الأجسام تضاد الخشونة، وفي القلوب تضاد القسوة.
وأهل اللغة يعدون الفؤاد والقلب شيئا واحدا، وكلام النبوة يحكم بالتمييز بينهما، وكل واحد من الاسمين ينبئ عن صفة أخرى، وذلك أن الفؤاد إنما سمى فؤادا لتفأده، وهو التوقد. يقال: فئدت اللحم، أي: شويته. والقلب إنما سمى قلبا لكثره تقلبه، فلعله أراد بالأفئدة: ما يظهر منها للأبصار، وبالقلوب ما يظهر منها للبصائر.
ولبعض مشايخ الصوفية في شرح ذلك كلام يشير فيه إلى أن الفؤاد هو القلب بشغافه وغلافه، وعلى هذا فنقول: يحتمل أنه أشار إلى رقة حجاب القلب، فيخلص القول إليه سريعا، وإلى لين جوهره، فيؤثر