والآخر لإفريقيا، ولم تكن سلطتهم تقتصر على الشئون العسكرية بل
تعدتها إلى الشئون المدنية، فهم الذين يعينون القضاة ونوابهم، وكل
الموظفين القضائيين الآخرين، ويشكلون محكمة الاستئناف العليا.
ويأتى العلماء الكبار بعد قضاة الجيش من حيث الترتيب، وهم يؤلفون
قضاة العاصمة وعواصم الولايات، ثم يليهم العلماء الصغار الذين
يزاولون القضاء فى المدن الثانوية، ويليهم قضاة الدرجة الثانية وما
دونها.
العلماء والفقهاء:
كان مفتى «إستانبول» (شيخ الإسلام) هو الشخصية الثانية التى
تخضع لها الهيئات القضائية الدينية.
وخضع الموظفون الدينيون فى العاصمة لسلطة المفتى مباشرة،
وكان ينوب عنه فى الولايات الكبرى قضاة العسكر.
وكان ترتيب الموظفين الدينيين فى الجوامع الكبرى كما يلى:
الخطيب - الإمام المقيم - المؤذن، ويقوم المرشحون لهذه المناصب
بالتعلم فى المدارس الدينية الكثيرة التى شيدها السلاطين، وكان
الطلاب فيها ينقسمون إلى ثلاث فئات:
1 - الصوفتا.
2 - المعيدون، حيث يحمل الطالب عند التخرج منها لقب «دانشمند» أو
«عالم».
3 - فئة «المدرس».
أما مشايخ الطرق الصوفية فقد تعلقت بهم قلوب كثير من الناس، وقد
سادت هذه الطرق معظم أرجاء «آسيا الصغرى» كالنقشبندية
والمولوية والبكتاشية، وكان لهم دور فى تهذيب العامة، وحضهم
على التمسك بالفضيلة والأخلاق الإسلامية الحميدة.
ومن أشهر الفقهاء العثمانيين: «أحمد بن إسماعيل الكورانى»
المتوفى سنة (893هـ= 1487م)، والمولى «خسرو» الذى دعى بأبى
حنيفة زمانه من قبل السلطان «محمد الثانى»، وتوفى سنة (885هـ).
ومن العارفين والمتصوفة الشيخ «محمد بن حمزة» الشهير بلقب «آق
شمس الدين» و «عبد الرحمن جامى» الذى توفى سنة (898هـ=
1492م).
ومن العلوم العقلية والنقلية، ظهر اسم: «شمس الدين الفتارى» الذى
خلف مكتبة بها (10) آلاف مجلد.
العمارة عند العثمانيين:
بلغ فن العمارة عند العثمانيين درجة عالية وخلَّف العثمانيون العديد