كتاب لأبى منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبى،
المولود بنيسابور سنة (350هـ)، وإليها نسب، واشتهر فى الأدب
واللغة والتاريخ، وصنف كتبًا كثيرة فى كل مجال منها. وكتاب
يتيمة الدهر من أكثر كتب الثعالبى شهرة وتداولاً. وقد قام
الثعالبى فى هذا الكتاب بالترجمة لكثير من الشعراء المعاصرين
له والسابقين عليه بقليل، وكان يجمع فى ترجمته كل جماعة من
الشعراء حسب بلدهم أو إقليم أو البلاط الذى جمعهم. وقسم
الثعالبى الكتاب إلى أربعة أقسام، على النحو التالى: (القسم
الأول): فى محاسن أشعار آل حمدان وشعرائهم، وغيرهم من
أهل الشام ومصر والموصل والمغرب. (القسم الثانى): فى
محاسن أشعار أهل العراق، وإنشاء الدولة الديلمية من طبقات
الأفاضل، وما يتعلق بها من أخبارهم، ونوادرهم. (القسم الثالث):
فى محاسن أشعار أهل الجبل وفارس وجرجان وطبرستان
وأصفهان، من وزراء الدولة الديلمية وكتَّابها وفضلائها وشعرائها.
(القسم الرابع): فى محاسن أهل خراسان وبلاد ماوراء النهر فى
عهد الدولة السامانية. ومما يؤخذ على الكتاب أن الثعالبى لم
يعنَ بجمع أخبار من تعرض له من الشعراء من حيث نشأتهم
ومواليدهم ووفياتهم وأحداث أيامهم، وكذلك يغلب عليه فى
الكتاب التعصب الشديد لبنى جنسه، وظهر ذلك بصورة واضحة
عندما أفرد بابًا كاملاً للحديث عن فضل شعراء الشام على
شعراء سائر البلدان.