أدخل كثيرًا من مظاهر الحياة المتحضرة فى المجتمع الأندلسى،

وتوفى فى (ربيع الأول 238هـ= أغسطس 852م).

- عباس بن فرناس:

كان من رجال الحكم الربضى وابنه عبدالرحمن، وهو فيلسوف

ورياضى وشاعر وموسيقى وكيميائى، من أصل بربرى، توصل إلى

صناعة الزجاج من طحن الأحجار، واخترع آلة تسمى «الميقانة» تعتمد

على الظل فى معرفة الوقت، واشتهر بأول محاولة يقوم بها الإنسان

للطيران فى الجو، كما اخترع شيئًا شبيهًا بقلم الحبر، وقد أدركته

الوفاة فى عهد الأمير محمد بعد ذلك.

- يحيى بن الحكم الجيانى «الغزال»:

هو فيلسوف شاعر، من أصل عربى، ولد فى جيان بالأندلس، ولقب

بالغزال لأناقته وجمال هيئته، كان من الندماء المقربين من

عبدالرحمن الأوسط، فأعجب به وكلفه بالسفارة عنه إلى إمبراطور

الدول البيزنطية، فقام بمهمته خير قيام، فشجع ذلك النجاح الأمير

عبدالرحمن فبعث به إلى ملك النورمان فى الدنيمارك ليتباحث معه

فى أمر الصلح بين الدولتين. وتوفى يحيى الغزال سنة (250هـ=

864م).

المظاهر الحضارية فى عهد عبدالرحمن الأوسط:

ظهرت آثار الرخاء وترف الحضارة فى عهد عبدالرحمن فيما بناه

الناس من قصور جميلة، تم تزيينها بالأثاث الفاخر والفرش الوثيرة،

والجوارى الحسان اللاتى جلبن من المشرق، وانتشرت فى قرطبة

البيوت المحاطة بالحدائق المزدانة بالأشجار وأطلقوا عليها اسم

«المنى»، وتوسَّع بعض الأغنياء فى الحدائق المحيطة بهذه المنازل

حتى أصبحت رياضًا، أطلق عليها اسم «الجور»، وفى كل منها مكان

معد لغناء المغنيات.

وامتاز عهد عبدالرحمن بالأمن والسكينة. وازدهار الصناعة والزراعة

والتجارة، وازدياد موارد الدولة التى بلغت نحو مليون دينار سنويا

مكنت الأمير من الإنفاق على الحملات العسكرية وإقامة المنشآت

العامة، كما أشرفت الحكومة المركزية على أعمال الحكام من خلال

ديوان المظالم المختص بالنظر فى شكاوى الناس من تصرفات بعض

رجال الحكومة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015