الذى ثاروا فى إفريقية ضد العرب، تلك الثورة التى انتقلت أصداؤها
إلى الأندلس، فثار البربر هناك ضد العرب.
وقد استغاث هؤلاء المحاصرون بوالى الأندلس «عبدالملك بن قطن»
وطلبوا منه أن يسمح لهم بالعبور إليه لمعاونته فى القضاء على
ثورة البربر، فاستجاب على مضض، وطلب من «بلج» أن يعود بمن
معه إلى شمال إفريقيا متى صلحت الأحوال.
وقد حقق هؤلاء مع «عبدالملك» انتصارات على البربر فى شذونة،
وقرطبة، ثم فى معركة حاسمة قرب طليطلة عند وادى سليط قرب
الجزيرة الخضراء فى أوائل سنة (124هـ = 742م)، وأخذ العرب
الشاميون يطاردون البربر، فتركوا أراضيهم فى الوسط والشمال
الغربى، وعادوا إلى إفريقيا فى هجرات جماعية تركت آثارًا سيئة
على مستقبل المسلمين فى الأندلس.
وكان من نتيجة تلك الهجرات أن تركت الأراضى شمالى نهر تاجة
خالية من المسلمين تقريبًا، فامتد إليها نفوذ نصارى الشمال،
فساحوا فيها، ولم يمر وقت طويل حتى أصبحت تلك الأراضى
نصرانية، وخسر المسلمون بذلك ربع شبه الجزيرة، نتيجة انقسامهم
وتفرقهم.
رفض «بلج» العودة إلى المغرب حسب الاتفاق، وقام بعزل
«عبدالملك» وزعم أنه الوالى الرسمى بتأييد من اليمانية، وانقسمت
الأندلس إلى معسكر للشاميين يضم مائتى ألف، وآخرللعرب البلدانيين
ضم مائة ألف، ونشبت معارك قتل فيها «بلج» ومع ذلك انتصر
الشاميون، وولوا على الأندلس «ثعلبة بن سلامة العاملى» فى (شوال
سنة 124هـ = أغسطس742م)، فحاول أن يعيد الأمن والاستقرار، لكن
الحكومة كانت قد ضعف سلطانها، وانقسمت البلاد إلى عدة مناطق
نفوذ، واشتعلت الحرب من جديد، ولم ينقذ الموقف إلا قدوم الوالى
الجديد.
أبو الخطار حسام بن ضرار الكلبى:
أرسله والى إفريقية فقدم إلى «الأندلس» فى (رجب سنة 125هـ =
مايو 743م)، وبدأ ولايته بتأمين العرب البلدانيين والبربر على
ممتلكاتهم ومصالحهم، وحال بين الشاميين وبين إيذائهم، وعمل على