القضاء على المنازعات القبلية بين السكان، ورأى بعد نصيحة ذوى

الرأى أن يفرق الشاميين فى مناطق لايوجد فيها بلدانيون أو

يمنيون، ويستقر كل فريق منهم بناحية ويأخذ ثلث خراج الأرض مقابل

أن يقدموا عددًا معينًا من الجند، كلما طلبت السلطات منهم ذلك، كما

تتبع الزعماء الخارجين وسلك معهم سبيل الحزم، وكان عادلا؛

فَرضى عنه الجميع.

غير أن «أبا الخطار» مالبث أن تخلى عن تلك السياسة الحكيمة،

ومال إلى قومه من اليمنية وتنكر للمُضَرية، فعادت المعارك بينه وبين

خصومه من جديد، وقتل بعضهم بعضًا، وانفضت عنه جنده، وعمت

الفوضى البلاد إلى أن تولى الفهرى.

يوسف بن عبدالرحمن الفهرى:

تولى الأندلس سنة (129هـ = 747م) دون مصادقة من إفريقية أو من

دمشق التى كانت قد بدأت فترة من الضعف فلم تتمكن الخلافة من

الإشراف على الولايات، واستقلت الأندلس بشئونها.

استقل «يوسف» بولاية الأندلس نحو عشرة أعوام، واتفق مع

«الصميل ابن حاتم» زعيم المضرية على أن يتداولا السلطة فيما

بينهما، لكن الأمور لم تستقر، وتجدد النزاع بين المضرية واليمنية، ولم

تستقر الأوضاع ليوسف إلا بعد مقتل زعيم اليمنية سنة (130هـ =

748م).

وقد حاول «يوسف» إصلاح الدولة، فنظم شئونها المالية، وقسم

البلاد إلى خمس ولايات إدارية على نحو ماكانت عليه زمن القوط، كما

عنى بتنظيم الجيش وإصلاحه، والقضاء على خصومه، وشغلت الخلافة

بمشاكلها عن الأندلس.

ثم ظهر فى شمال البلاد رجل يدعى «عامر بن عمرو بن وهب

العبدرى»، وبدأ يراسل الخليفة العباسى «أبا جعفر المنصور»،

وعين نفسه واليًا على الأندلس، وأصبح الشمال فى قبضته، وخرج

عن سلطان «يوسف» الذى توجه إلى «سرقسطة»، وحاصرها بشدة

سنة (137هـ = 754م) حتى استسلم «عامر»، ثم اتجه «يوسف» بعد

ذلك إلى «طليطلة».

وفى طليطلة جاء رسول من قرطبة بخبر مؤداه أن فتىً من بنى أمية

يدعى «عبدالرحمن بن معاوية» قد نزل فى ثغر المنكب بالأندلس،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015