النواحى الاقتصادية:

نجحت الزراعة نجاحًا عظيمًا، كعادتها ببلاد «المغرب»، وكثرت

المحاصيل وزادت أنواع الفواكه، وساعدت هجرة الأندلسيين إلى

«بلاد المغرب» على إدخال النظم الزراعية الحديثة، واستحداث أنواع

كثيرة من المحاصيل بالبلاد.

وقد ترتب على ازدهار الزراعة قيام صناعات كثيرة، إلى جانب

الصناعات التى كانت موجودة من قبل، واشتهرت «فاس» بصناعات

الأحذية والأوانى النحاسية والخيوط والمنسوجات. وكذلك صناعة

الحلى.

ونشطت التجارة - خاصة فى أوقات السلم- وتوافرت الطرق الداخلية

التى تربط بين المدن، كما توافرت الطرق الرئيسية التى تسير فيها

القوافل من المدن المغربية وإليها، مثل: «سوسة» و «درعة» اللتين

حظيتا بنشاط تجارى كبير.

وتنوعت صادرات «المغرب» من الأوانى النحاسية، والمصنوعات

الجلدية والزجاجية، والقطنية والحريرية، وكذلك التمور بأنواعها

والتين والحلى، أما وارداتهم فكانت الذهب وبعض التوابل.

الحياة الاجتماعية:

لم تختلف طبقات المجتمع كثيرًا فى العهد الوطاسى عما سبقه من

عهود، واحتل الجيش مكانًا بارزًا، نظرًا لكثرة الحروب التى خاضها

الوطاسيون، وقد انقسم هذا الجيش إلى قسمين هما: الجيش النظامى،

وأفراده من البربر، ويضم: الفرسان والرماة وراشقى السهام،

والمشاة، والقسم الثانى: من المتطوعة من العرب وغيرهم، وقد عرف

جيش الوطاسيين نظام الحصون والحاميات.

وتوقف نشاط الوطاسيين العمرانى على مدينة «فاس»، ويرجع ذلك

إلى الأوضاع السياسية المضطربة التى سادت تلك الفترة، وانصراف

«بنى وطاس» إلى المعارك والحروب، وصرف إمكاناتهم المادية فى

التسليح والإنفاق على الجيش. وقد أدى كل ذلك إلى توقف النشاط

العمرانى، وتناقص عدد الفنادق والمستشفيات، وقلة الاهتمام

بالمرضى.

الحياة الفكرية:

شهدت العلوم الدينية نشاطًا ملحوظًا، وبرز عدد كبير من العلماء فى

المجالات كافة، منهم: «أبو عبدالله بن أبى جمعة الهبطى»، صاحب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015