لتسليمهم «بادس» فى مقابل مساعدته فى استرداد عرش «فاس»،
وساعده الاسبان بالسفن والأموال، ولكنه فشل فى استعادة عرشه،
فلجأ إلى البرتغال، وساندوه بالجنود والأموال وعدة الحرب، ولكن
هذه المساعدات لم تحقق أغراضها؛ إذ حاصرتها قوات الدولة
العثمانية واستولت عليها، مما جعل «ابن حسون» يلجأ إليهم طلبًا
للعون فى مقابل الاعتراف بسلطة الخليفة العثمانى، فمكَّنه
العثمانيون من العودة إلى عاصمته «فاس» ثانية فى سنة (961هـ=
1554م)، ثم مالبث الأتراك أن سيطروا على مقاليد الأمور بفاس،
وضاق الناس بذلك، فاضطر «ابن حسون» إلى تعويض الأتراك بمبالغ
مالية كبيرة للرحيل عن العاصمة، ففعلوا، وواصل «ابن حسون»
نشاطه ضد السعديين، حتى سقط قتيلا، ومن ثم سقطت «دولة بنى
وطاس».
بعض المظاهر الحضارية:
- النظام السياسى والإدارى:
كان الحكم وراثيا فى «بنى وطاس»، وكان السلطان يعين كبار
مستشاريه من كبار الشخصيات، وكان للسلطان أمين سر مهمته
الإشراف على أموال السلطان، كما كان السلطان يُعيِّن حكامًا على
كل مدينة، وجعل لهم الحق فى التصرف فى مواردها، وتزويد جيش
السلطان بالجنود من مدنهم، وتعيين وكلاء من طرفهم على القبائل
التى تسكن الجبال، وجباية الأموال، وأخضع السلطان كل ذلك
لسلطته، وأحكم قبضته على مقاليد الأمور، كما أخضع كل موارد
الدولة لخدمة الأغراض العسكرية.
واتخذوا الوزراء من أقاربهم، واستوزر «محمد الشيخ الوطاسى»
أخويه «محمد الحلو» و «الناصر أبا زكريا»، وعين مسعود بن الناصر
خلفًا لأبيه على الوزارة، وقد تنوعت اختصاصات الوزراء بين المهام
السياسية والحربية إلى جانب أعمالهم الإدارية.
وتنوعت الوظائف الإدارية وشملت: الباشا، والقائد، والقاضى،
والمحتسب، ويساعدهم مجموعة من الموظفين، منهم: الأمين والناظر،
وأمين المواريث. وقد نشطت حركات الاستقلال أثناء ضعف الحكومة
المركزية بفاس، وغياب سلطتها عن مناطق الأطراف، والمناطق
النائية.