على كل «المغرب الأقصى»، بل يمكن القول بأن نفوذهم لم يتجاوز
العاصمة «فاس»، واقتسمت القبائل والأشراف والزعامات المحلية
ومشايخ الصوفية باقى البلاد.
فأدى هذا إلى نشوب الاضطرابات والقلاقل بالبلاد، وتزايد
الانقسامات بها، واستغلال البرتغال والإسبان لهذه الأوضاع للتوسع
وفرض النفوذ ونشر المسيحية.
ثم بدأت مرحلة أخرى من الصراع بين الوطاسيين والسعديين الذين
حشدوا الناس إلى جانبهم بحجة الدفاع عن البلاد من خطر الإسبان
والبرتغال، وكانوا فى حقيقة الأمر يسعون لإسقاط «دولة
الوطاسيين»، ونجحوا فى السيطرة على بعض المدن المغربية، ثم
دخلوا «مراكش»، وفشل «بنو وطاس» فى صدهم، وتدخل العلماء
للصلح بينهما، ونجحت محاولتهم، واتفق الفريقان على اقتسام «بلاد
المغرب الأقصى»، ولكنهما دخلا فى صراع ثانية، وتوسع السعديون
على حساب أملاك الوطاسيين، ثم دخلوا مدينة «فاس»، وقتلوا
السلطان الوطاسى «أبا حسون على بن محمد بن أبى ذكرى» فى
يوم السبت (24 من شوال سنة 961هـ=22 من سبتمبر 1554م)، وبدأ
السعديون بقيادة «محمد الشيخ السعدى» فى فرض نفوذهم على
بقية المناطق التابعة للوطاسيين، وهكذا سقطت دولة «بنى وطاس».
العلاقات الخارجية:
تعددت العلاقات الخارجية بين «بنى وطاس» و «دول المغرب»، فضلا
عن الإسبان والبرتغال، وحاولوا كسب ود الحفصيين بتونس،
وبايعوهم، ولكن هذا الود لم يدم، لأن الحفصيين ساندوا ثورة
«الشيظمى» التى استمرت نحو عشرين عامًا، وكذلك حاول «بنو
وطاس» مسالمة الإسبان والبرتغال، وعقد «محمد الشيخ الوطاسى»
مؤسس الدولة معاهدة سلام مع البرتغال فى سنة (876هـ= 1471م)،
ولكن البرتغاليين نقضوا هذه المعاهدة، ثم توالت الاتفاقات بين
الطرفين.
وقد تطورت العلاقات بين «بنى وطاس» و «الإسبان»، أثناء الصراع
الذى دار بين «ابن حسون الوطاسى» والسعديين؛ حيث التمس «ابن
حسون» العون من الإسبان، وأعلن ولاءه لامبراطورهم، واستعداده