- آنذاك - فقد كان نفوذ الأئمة قويا، ورأوا أنهم أحق بالسيطرة على
«اليمن» كله من الطاهريين، فى حين طمع «بنو طاهر» فى أن يكون
لهم ملك «بنى رسول» فى شمالى «اليمن» وجنوبيه، ونشب صراع
مذهبى عنيف بين الفريقين، واستمر لفترة طويلة حتى تمكن الظافر
الثانى «عامر بن عبدالوهاب بن طاهر» من هزيمة الأئمة، فدانت له
«اليمن» شمالا وجنوبًا، واستكمل الطاهريون ما بدأه «آل رسول»
فى بناء حضارة «اليمن»، فانتشرت فى عهدهم المدارس والمساجد،
واختطوا مدينة «المقرانة» فى «رواع»، وشيدوا بها القصور العظيمة،
وأقاموا الحدائق البديعة، وشهدت «اليمن» فى عهدهم نهضة علمية
عظيمة، وبرز فيها العلماء والمؤرخون، وبلغت العلوم الرياضية
والفلكية والبحرية والجغرافية فى عهدهم شأوًا كبيرًا، فكان «أحمد
بن ماجد العدنى»، و «سليمان المهرى» من علماء هذا العصر، وتتلمذ
على أيديهما البحارة والجغرافيون من البرتغاليين والأتراك، ولأحمد
بن ماجد مؤلفات بلغ الموجود منها أربعين مؤلفًا فى الجغرافيا
والملاحة وأحوال البحار وطرقها، وظل الطاهريون فى دأبهم من
أجل بناء حضارة «اليمن» حتى جاءت نهايتهم على أيدى المماليك
فى سنة (945هـ) بحجة حماية طرق التجارة.
وسلاطين بنى طاهر هم:
1 - الظافر (الأول) «عامر بن طاهر» [857 - 870هـ].
2 - «المجاهد على بن عمر» [870 - 883هـ].
3 - «المنصور عبدالوهاب بن طاهر» [883 - 894هـ].
4 - الظافر (الثانى) «عامر بن عبدالوهاب» [894 - 923هـ].
5 - «عامر بن داود بن طاهر» [929 - 945هـ] (احتفظ «عامر» بعدن
حتى سنة 945هـ).
المماليك فى اليمن [923 - 945هـ]:
ترك المماليك «اليمن» تحت حكم أبنائه من «بنى رسول» و «بنى
طاهر»، وظل اسم سلطان المماليك واسم الخليفة العباسى يذكران
فى الخطبة وينقشان على السكة باليمن حتى عهد المماليك
الجراكسة، وذلك مظهر من مظاهر سيادة المماليك على بلاد «اليمن»،
ثم استطاع البرتغاليون فى نهاية القرن الخامس عشر الميلادى أن