السيطرة عليها ونشر دعوتهم بها، فلما دخل الفاطميون «مصر»
واستقرت أمور دولتهم بها لم ينسوا «اليمن»، وأقاموا معه علاقات
وثيقة الصلة، ووجدوا فى «بنى صليح» وسيلتهم للسيطرة على
«اليمن»، فساعدوهم ماديا وأدبيا حتى قامت دولتهم بصنعاء
واتسعت فى أماكن أخرى، وزاد الترابط والصلة بين «مصر»
و «اليمن»، وظلت هذه العلاقة قائمة حتى سقطت دولة الفاطميين.
الأيوبيون فى اليمن [569 - 626هـ]:
اتجه الأيوبيون عقب سيطرتهم على مقاليد الأمور فى «مصر» إلى
توحيد صفوف العالم الإسلامى، فقد كان ذلك هدف «صلاح الدين
الأيوبى» الذى سعى من أجل تحقيقه، فأرسل جيشًا بقيادة «توران
شاه» إلى «اليمن» فى شوال من سنة (569هـ)، فاتجه الجيش إلى
«زبيد» وقضى على مقاومة «عبدالنبى بن المهدى»، ثم اتجه إلى
«عدن» وقضى على «آل زريع» فيها، ثم غادرها إلى «ذى جبلة»
حيث يحكم الصليحيون دعاة الفاطميين، فتمكن منهم وقضى على
دعوة الفاطميين فيها، وامتد حكم الأيوبيين إلى «صنعاء» ومناطق
كثيرة من «حضرموت» بسبب ضعف الزيديين فيها، وأحكم الأيوبيون
سيطرتهم على بلاد «اليمن» واتخذ «توران شاه» من «تعز» عاصمة
جديدة له.
نهاية دولة بنى رسول:
ظلت دولة «بنى رسول» فى بلاد «اليمن» أكثر من قرنين من الزمان،
ثم تعرضت لعوامل الضعف التى ساعدت على انهيارها حين نشب
الصراع بين الأمراء من «بنى رسول»، وكانت نهاية الدولة حين ذهب
السلطان «مسعود» آخر سلاطين «بنى رسول» لزيارة «مصر»،
فاستبد عبيده بالسلطة وأساءوا التصرف، وعاملوا الناس بغلظة،
فلجأ الناس إلى «بنى طاهر» أبرز عمال «بنى رسول»؛ لينقذوهم من
تسلط العبيد، فتقدم «بنو طاهر» وأزالوا سلطان العبيد وسيطروا
لصالحهم على مقاليد السلطة، فسقطت بذلك دولة «بنى رسول».
بنو طاهر فى اليمن [858 - 923هـ]:
تمكن «عامر بن طاهر» من السيطرة على مقاليد السلطة فى
«اليمن»، بعد أن أزال دولة «بنى رسول»، إلا أن الأمور لم تكن سهلة