الأمويين أصبحت «عمان» من مراكز المعارضة لهم، وأعلنت استقلالها
عن الخلافة الأموية وساعد العمانيين فى ذلك بُعد بلادهم عن مركز
الخلافة، وطبيعتهم الاجتماعية التى لا تقبل سيطرة خارجية، وطبيعة
البلاد الجغرافية التى تجعل التوغل فيها أمرًا عسيرًا، وكذلك انشغال
الخلفاء الأمويين عنهم، فلما تولى «عبدالملك بن مروان» الخلافة جعل
«العراق» تحت سلطة «الحجاج بن يوسف الثقفى» الذى تطلع إلى
السيطرة على أرض «عمان» و «الخليج»، وتم له ما أراد بعد صراع
طويل بين جيشه وأهل هذه البلاد، ففرت أسرة «الجلندى» إلى
«زنجبار» التى كانت «عمان» على صلة وثيقة بها، امتدت لتشمل
ساحل إفريقيا الشرقى كله. وكان «الخيار بن حبر الجاشعى» أحد
ولاة «عمان» فى عهد الخليفة الأموى «عبدالملك بن مروان».
المذهب الإباضى فى عمان:
عاش «الإباضية» من أتباع «عبدالله بن إباض» فى «عمان»، فكانوا
يضمرون ثورتهم على نظام الخلافة حينًا، ويعلنونها أحيانًا، حتى
ولى العباسيون الخلافة فاستعاد العمانيون سلطانهم كاملا. والمذهب
الإباضى هو أقرب المذاهب إلى مذهب أهل السنة، وقد قام
الإباضيون فى «عمان» بدور واسع فى الصراع العسكرى ضد
الأمويين، فامتزجت حركة العمانيين الاستقلالية بالفكر الإباضى،
ونتج عن ذلك فكر جديد ساد «عمان» منذ ذلك الحين، يرفضون فيه
وصفهم بالخوارج، ويفضلون الارتباط بعبدالله بن إباض، وقد تناول
أحد مؤرخى «عمان» فى كتابه «سلطنة عمان» الامتزاج الذى تم بين
المذهب الإباضى والدم العمانى فقال: «كان المذهب الإباضى هو
اللواء الذى عاش فى ظله العمانيون، ووحَّد بينهم فى كفاحهم لنيل
استقلالهم، وكانوا يستبسلون فى الدفاع عن عقيدتهم وتقاليدهم».
عمان فى العصر العباسى:
لم تطل مدة ارتباط «عمان» بالخلافة العباسية؛ إذ سرعان ما استقل
أهل «عمان» بشئونهم عن الخلافة العباسية، وكان «أبو جعفر
المنصور» أول ولاة العباسيين على شئون «العراق» الجنوبى،