الفصل الحادي عشر
تقع «عُمَان» فى أقصى الجنوب الشرقى لشبه الجزيرة العربية،
ممتدة شمالى «بحر العرب»، وعلى طول «خليج عمان» حتى إمارة
«الفجيرة» (إحدى إمارات دولة «الإمارات العربية» الآن)، وتقع
«اليمن» غرب «عمان»، وهى تطل على البحر من جهة، وعلى
الصحراء من جهة أخرى، وبذلك يمكن تقسيم سكانها إلى طائفتين
متميزتين هما:
«الحضر»، و «البدو»، ويسكن «الحضر» على الساحل وبخاصة فى
مسقط، وهم أخلاط ممتزجة من السكان. أما «البدو» فيعيشون فى
المناطق الداخلية، وهم أكثر بساطة من «الحضر»، ويميلون إلى
المحافظة على عاداتهم وتقاليدهم.
وتبلغ مساحة «عمان» حوالى مائة وعشرين ألف ميل مربع، وعدد
سكانها - الآن - نحو مليونى نسمة.
عمان الإسلامية:
بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرسائل إلى الملوك ورؤساء
القبائل فى الجزيرة العربية وخارجها، يدعوهم فيها إلى الإسلام،
وكانت «عمان» آنذاك تحت حكم أسرة «الجُلَنْدِى الأزدى». وكان
ملكها «جيفر» رجلا حكيمًا تميز بعدله وسيرته الحسنة بين الرعية،
فبعث إلىه النبى - صلى الله عليه وسلم - بعمرو بن العاص ومعه
رسالة يدعوه فيها إلى الدخول فى دين الله، فأسلم «جيفر» وقومه
ووجوه العشائر وبقية الناس، ولم يكتف «جيفر» بذلك، بل عمل على
نشر الدين الإسلامى قدر استطاعته، وأرسل من قِبَله رسلا تحمل
دعوة الإسلام إلى «مهرة» وغيرها من المناطق المجاورة لعمان،
فكانت «عمان» بذلك من أولى البلاد التى دخلت فى الإسلام طواعية،
وكان ملكها أحد الذين عملوا على نشر الإسلام فى أهله وجيرانه.
عمان فى العهد الأموى:
بعد موقعة «النهروان» التى دارت رحاها بين أمير المؤمنين «على بن
أبى طالب» والخوارج، وبعد انقسام الخوارج على أنفسهم اتجهت
الفئة المعتدلة منهم - التى كانت تعتنق «المذهب الإباضى» - إلى
«عمان»، وقاموا بترويج مذهبهم ونشره بين أهل «عمان»؛ فلاقى
هذا المذهب القبول بين أهل «عمان»، فلما آل أمر الخلافة إلى