باللائمة فيما حدث بالحجاز من أحداث داخلية حرمته استقراره حينًا من
الوقت، لأن أمراء «الحجاز» أنفسهم هم المسئولون عن ذلك بما قام
بينهم من منازعات وصراعات كانت السبب الرئيسى فى إشعال نار
الفتن؛ التى كثيرًا ما كان يتدخل المماليك لإطفائها من أجل مصلحة
سكان الحرمين الشريفين وما حولهما، إلا أن الضعف الذى دب فى
أوصال الدولة المملوكية فى أواخر أيامها بعد اكتشاف طريق «رأس
الرجاء الصالح» وتحول مسار التجارة العالمية عن «مصر»، كان سببًا
جوهريا لدخول العلاقات بين «مصر» و «الحجاز» فى دور جديد فى
عهد السلطان «الغورى»، وحُرمت «الحجاز» من مصدر مالى شديد
الأهمية وتلا ذلك سقوط المماليك فى الشام فى معركة «مرج دابق»
سنة (922هـ)، ثم معركة «الريدانية» بمصر سنة (923هـ)، فسقطت
بذلك دولة المماليك وتوارت، وارتفع الستار عن الدولة العثمانية،
القوة الجديدة فى العالم الإسلامى؛ فكان على «الحجاز» أن ينضوى
تحت لوائها ويبدأ مرحلة جديدة فى تاريخ علاقاته.