تقع على حدود ممالك «السلطان محمد»، فطمع «نيال خان» حاكم

هذه المدينة فى الهدايا التى تحملها هذه القافلة، وبعث إلى

«السلطان محمد» يخبره بأمرهم، وشكه فى أنهم ربما يكونون

جواسيس، فأمره السلطان بقتلهم على الفور، فقتلهم جميعًا إلا رجلا

واحدًا تمكن من الفرار، وذهب إلى بلاط «جنكيز» وأخبره بما حدث،

فاستشاط غضبًا، وهاله الأمر.

كان «جنكيزخان» يظن أن «الدولة الخوارزمية» دولة قوية متماسكة،

وليس بوسعه غزوها، إلا أنه أدرك أن الحرب مع الخوارزميين لا مفر

منها، وعليه أن يتريث قليلا حتى يعد لذلك العدة، فبعث برسالة

يحملها وفد رسمى من أتباعه المسلمين إلى «السلطان محمد»، يقول

له فيها: «إنك قد أعطيت خطَّك ويدك بالأمان للتجار ألا تتعرض لأحد

منهم، فغدرت ونكثت، والغدر قبيح، ومن سلطان الإسلام أقبح، فإن

كنت تزعم أن الذى ارتكبه نيال خان كان من غير أمر صدر منك،

فسلِّم نيال خان إلىَّ، لأجازيه على ما فعل، حقنًا للدماء، وتسكينًا

للدهماء، وإلا فأذن بحرب ترخص فيها غوالى الأرواح».

رفض «السلطان محمد» احتجاج «جنكيزخان» كما رفض تسليم «نيال

خان»، وأمر بقتل الوفد المغولى الذى حمل إليه الرسالة، وكان ذلك

فى عام (615هـ)، الذى بدأ «جنكيزخان» فيه الاستعداد لحرب

الخوارزميين، ووضع خطة لذلك، وبدأها بتأمين ظهره من المناوئين

لسلطته، وقضى على دولة «النايمان» وحاكمها «كوجلك خان»،

فبات الطريق أمامه مفتوحًا لغزو «الدولة الخوارزمية.

تسرب القلق والحيرة إلى نفس السلطان «محمد»، وغلب عليه التوتر

والخوف، وجفاه النوم، كلما سمع باقتراب المغول من بلاده، وأشار

عليه بعض مستشاريه بجمع جيش كبير يقف به على ساحل «نهر

سيحون»؛ ليحول دون عبور المغول إلى بلاد «ما وراء النهر»، ولكن

الأمراء الخوارزميين أشاروا عليه بأن يستدرج المغول ويدعهم

يعبرون إلى بلاد «ما وراء النهر»، ثم يستدرجهم إلى الجبال والممرات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015