لهذه الخلافة من أبناء «على بن أبى طالب» رضى الله عنه، وأن
الشيعة هم أولى الناس بتولى هذه الخلافة، ومن ثم اختار رجلا من
أعقاب العلويين يدعى «علاء الملك الترمذى»، ونصبه خليفة على
المسلمين فى «خوارزم» بعد أن استصدر فتوى من فقهاء بلاده
وعلمائها تنص على أن الخليفة العباسى لا يحق له أن يحكم
المسلمين.
أعد «السلطان محمد» جيشه فى عام (614هـ)، وتحرك به قاصدًا
«بغداد»، فلما وصل منطقة العراق العجمى خرجت إليه جيوش «الأتابك
سعد بن زنكى» الذى حرضه الخليفة العباسى على اقتطاع هذه
المنطقة والاستيلاء عليها من «الخوارزميين»، وتمكن «السلطان
محمد» من هزيمة هذه الجيوش، والاتفاق مع «سعد بن زنكى» على
حكم «بلاد فارس» مقابل دفع جزية سنوية إلى «الدولة الخوارزمية»،
وواصل «محمد خوارزمشاه» طريقه إلى «بغداد»، فاعترضه جيش -
بعث به الخليفة- بقيادة «أتابك أذربيجان»، فانتصر عليه «السلطان
محمد» وأسر قائده، ثم أطلق سراحه فى مقابل تعهده بدفع جزية
سنوية، ثم مضى فى طريقه واقترب من «بغداد» فى خريف السنة
نفسها، وتأهب السلطان «محمد» لغزو «بغداد»، ولكن أمطارًا غزيرة
انهمرت وعواصف ثلجية شديدة هبت على منطقة «أسد آباد» التى
كان يعسكر فيها بجنوده، فأهلكت معظم الدواب، وقتلت عددًا كبيرًا
من الجنود، واضطر السلطان الخوارزمى إلى العودة إلى «خوارزم»
دون أن يفعل شيئًا فى مواجهة الخليفة العباسى، وبدأ نجمه فى
الأفول بعد ذلك؛ حيث واجهه الخطر المغولى واعترضته نكبات كثيرة.
ثالثًا: نظرة عامة على الحالة السياسية والاجتماعية فى الدولة
الخوارزمية:
اجتمعت أسباب الرفاهية ورغد العيش فى الدولة الإسلامية، وبالغ
الناس فى جمع المال والثروات، وانتشرت الأمراض الاجتماعية
والمؤامرات السياسية فى هذه الفترة، لذا فإن من كان ينظر إلى
«الدولة الخوارزمية» يتصور أنها دولة قوية متماسكة، وأنها أقوى