«محمود الغورى»، نصَّبه هؤلاء ملكًا على «الدولة الغورية» فى عام
(609هـ)، فأرسل إلى أخيه السلطان «محمد خوارزمشاه» يبشره بما
وصل إليه، فبعث إليه مَنْ تمكن من قتله بالحيلة، واستولى «محمد
خوارزمشاه» على أملاك «الدولة الغورية» دون حرب أو قتال، ثم ضم
«غزنة» إلى ممتلكاته فى سنة (611هـ)، وتوجه منها إلى «سمرقند»
حيث نجح فى ضمها إلى دولته، ثم تمكن فى العام نفسه (611هـ) من
الاستيلاء على الجانب الغربى من «الدولة القراخطائية» فدانت له بذلك
منطقة بلاد «ما وراء النهر» كلها، وعهد إلى ابنه «جلال الدين
منكبرتى» بحكم بلاد «فيروزكوه» و «هراة» و «غزنة «
ثانيًا: السلطان محمد والخلافة العباسية:
عمل السلطان «محمد خوارزمشاه» على إعداد جيش قوى؛ لكى
يهاجم به الخلافة العباسية، للأسباب الآتية:
1 - رغبته فى أن تكون له الكلمة العليا على الخليفة العباسى، شأن
ما كان عليه سلاطين الدولتين «البويهية» و «السلجوقية»، وكان
الخليفة العباسى يأبى ذلك الأمر.
2 - أنه حين استولى على أملاك «الدولة الغورية»، وجد فى خزائن
السلطان «شهاب الدين» مجموعة من الرسائل بعث بها إليه الخليفة
«الناصر لدين الله» يحرضه فيها على مهاجمة الخوارزميين
وسلطانهم، ويزين له ذلك.
3 - وأنه وصل إلى علمه أن الخليفة يؤلب عليه حكام الدول الإسلامية
المجاورة مثل: «أتابكة أذربيجان»، و «أتابكة أصفهان»، بل إنه
حرض «الإسماعيلية» على قتل «أغلمش» نائبه على العراق العجمى.
4 - وأنه رأى أن الخلافة العباسية لم تعد تمثل الإسلام فى شىء؛
حيث انشغل الخلفاء بمصالحهم الشخصية عن الجهاد فى سبيل الله
ونشر الدعوة الإسلامية فى المناطق الوثنية المجاورة، ومن ثم لا
تترتب للخليفة العباسى أية حقوق على حكام المسلمين.
وقد أعلن «السلطان محمد» أن الخليفة العباسى لا حق له فى خلافة
المسلمين، وأن هؤلاء العباسيين - فى الأصل - ما هم إلا مغتصبون