هو كتاب منسوب إلى الفقيه أبى محمد عبد الله بن مسلم بن
قتيبة الدينورى، أحد أئمة علوم القرآن والحديث واللغة والأدب
والأخبار، وغيرها. ويقع الكتاب فى جزأين يحتويهما مجلد
متوسط الحجم، ولايدل عنوانه على محتواه؛ إذ إنه كتاب
تاريخى يعتمد على السرد المسلسل للأحداث السياسية فى
تاريخ المسلمين، ويذكر أخبار الأئمة والقادة منذ وفاة النبى
(حتى تولَّى المأمون الخلافة فى الدولة العباسية سنة (195 هـ =
810م). وهو بهذا لا يختلف كثيرًا عن معظم كتب التاريخ التى
تعرض أحداث التاريخ الإسلامى فى هذه الفترة وما بعدها. غير
أن هذه الكتب أكثر دقة وتنظيمًا منه، لاعتمادها على السرد
الحوْلى للأ حداث. وأهم مايتسم به الكتاب من حيث المنهج أنه
لايعتمد على الرواية الموثقة، وأنه يذكر بالتفصيل معظم الوقائع
والأحداث التى تتصل بالسياسة ولو من بعيد، معتمدًا على
أسلوب القصِّ والرواية. والمعروف أن نسبة هذا الكتاب إلى ابن
قتيبة ليست ثابتة، فكل الذين كتبوا عنه يكادون يُجمعون على
أنه ليس له، وأوَّل من بدأ هذا ابن العربى فى كتابه العواصم من
القواصم.