هى منظومة من بحر الرجز فى علمى النحو والصرف، وتقع فى
نحو ألف بيت، وتُسمَّى أيضًا بالخلاصة. نظمها أبو عبد الله جمال
الدين محمد بن مالك، أحد أئمة علوم النحو والصرف والقراءات.
وُلِد فى جيَّان بالأندلس سنة (600 هـ = 1203 م)، ثم رحل إلى
المشرق سنة (630 هـ = 1232 م) ولقى ابن الحاجب وأخذ عنه،
واستقر مقامه بحلب، وتتلمذ فيها لابن يعيش، وتصدَّر بها مدة
للإقراء، ثم تركها إلى دمشق وتُوفِّى بها سنة (672 هـ = 1273
م). وتتناول الألفية قواعد النحو والصرف ومسائلهما من خلال
النظم، بقصد تقريب مسائل العِلْمِيِن وتيسيرها. وقد بدأ ابن مالك
ألفيته بتعريف الكلام ومايتألف منه، ثم المعرب والمبنى من
الكلام، ثم تتابعت أبواب النحو، وبعد ذلك تناول أبواب الصرف.
ومنهج ابن مالك فى الألفية هو المنهج الانتقائى الذى يقوم على
المزج بين آراء النحاة، والترجيح بينها، فلم يقيد نفسه بمذهب
معين من مذاهب النحو ومدارسه. وألفية ابن مالك هى أشهر
الألفيات على اختلاف منازعها وفنونها، وقد أولاها العلماء
اهتمامًا كبيرًا فقام بعضهم بشرحها، أو اختصارها، أو نثرها،
أو إعراب أبياتها، أو عمل حواشٍ لها، أو التعليق عليها. وقد زاد
عدد شرَّاحها على الأربعين شارحًا.