حشد له نحو سبعين مترجمًا.
المأمون والشيعة:
جمعت سياسة «المأمون» تجاه الشيعة بين أمرين هما السخط
والرضا.
أما العنف فقد تمثل فى سياسة «المأمون» تجاه الثورات الشيعية
المسلحة التى اندلعت فى عدة أماكن، مثل حركة «ابن طباطبا
العلوى» سنة (199هـ= 814م)، وحركة «الحسين بن الحسن» فى
«الحجاز»، وحركة «عبدالرحمن بن أحمد» فى «اليمن» سنة (207هـ=
822م)، وقد انتهت هذه الحركات بالفشل فى تحقيق أغراضها.
وأما الرضا فقد تمثل فى قيام «المأمون» باختيار أحد أبناء البيت
العلوى وهو «على بن موسى الرضا» ليكون ولى العهد من بعده،
وهو ما لم يفعله أحد من خلفاء «بنى العباس» قبله، وقد اختلف
المؤرخون فى تعليل قيام «المأمون» بهذا الأمر، فمنهم من فسر ذلك
بميول «المأمون» الشيعية وحرصه على تولية أفضل العناصر ولاية
العهد، وآخرون أرجعوا ذلك إلى تأثير «الفضل بن سهل» وميوله
الشيعية.
وقد أحدثت بيعة «المأمون» لعلى بن موسى الرضا بولاية العهد ردود
فعل عنيفة فى أنحاء «الدولة العباسية» فرفض أفراد البيت
العباسى ومؤيدوهم هذه البيعة، وبايعوا «إبراهيم بن المهدى» عم
«المأمون» بالخلافة سنة (202هـ= 817م) ولما علم «المأمون» بذلك
وهو فى «مرو» بخراسان تحرك قاصدًا «بغداد» لمعالجة الموقف،
وأثناء ذلك مات «على الرضا» ولى العهد، فهدأ الموقف، وهرب
«إبراهيم بن المهدى» من «بغداد»، ودخلها «المأمون»، ثم عفا عنه.
المأمون والفرس:
يمكن تقسيم نشاط الفرس فى عهد المأمون إلى قسمين:
1 - نشاط سياسي.
2 - نشاط عسكرى.
ويتمثل النشاط السياسى فى الدور الذى لعبه «بنو سهل» مع
«الخليفة المأمون»، وهو يشبه تمامًا دور البرامكة مع «هارون
الرشيد»، حيث سلم «المأمون» «الفضل بن سهل» مقاليد الأمور،
فصارت مهام الدولة فى يده، وبدأ فى إبعاد العناصر العربية من بلاط
«المأمون»، وتعصب للعنصر الفارسى، وارتكب مجموعة أخرى من