الأخطاء؛ مما جعل «المأمون» يفكر فى التخلص منه، فقتل أثناء سفر

«المأمون» إلى «بغداد».

أما النشاط العسكرى فيتمثل فى حركة «بابك الخرمى»،التى

تُعدُّ أخطر الحركات الفارسية المعادية للخلافة العباسية، فقد استمرت

ما يزيد على عشرين عامًا واتسمت بدقة التنظيم وبراعة القيادة،

والاتصال السياسى بالأكراد والأرمن وغيرهم، وكانت تؤمن بمبادئ

هدامة منها:

1 - الإيمان بالحلول والتناسخ حتى إن زعيمها «بابك» ادَّعى

الألوهية.

2 - المشاعية المزدكية فى الأموال والأعراض.

3 - ضرورة التخلص من السلطان العربى والدين الإسلامى.

وقد ألحقت هذه الحركة العديد من الهزائم بالجيش العباسى ولم يتم

القضاء عليها إلا فى عهد «المعتصم بالله».

وفاة المأمون:

ظل «المأمون» خليفة للمسلمين عشرين سنة وخمسة أشهر وعشرين

يومًا، وقد تُوفِّى فى (18من رجب سنة 218هـ= 833م).

الخليفة الثامن: المعتصم بالله (218 - 227هـ= 833 - 842م):

هو «محمد بن هارون الرشيد»، وُلد فى (شعبان سنة 180هـ= أكتوبر

سنة 796م)، وأمه جارية تركية اسمها «مارده»، وقد تولى الخلافة

عقب وفاة أخيه «المأمون».

كان «المعتصم» يتميز بقوته الجسمية وشدته فى الحرب، حتى قيل

عنه: إنه كان يصارع الأسود ويحمل ألف رطل ويمشى به خطوات

ويشد على الدينار بأصبعه السبابة والوسطى فيمحو كتابته، وقال

عنه المؤرخون: إنه لم يكن فى «بنى العباس» قبله أشجع منه ولا أتم

تيقظًا ولا أشد قوة.

ومع ذلك فقد كان «المعتصم» على خلاف أخويه «الأمين»

و «المأمون» فى العلوم والآداب، فقد كان قليل البضاعة منهما، حتى

ذكر بعض المؤرخين أنه نشأ أميا لا يكتب، أو أنه كان ضعيف الكتابة

على حد قول «ابن خلكان» و «ابن كثير».

سياسة المعتصم:

اختلفت الأوضاع السياسية فى عهد «المعتصم» عنها فى عهد من

سبقه، بسبب ظهور عوامل جديدة على مسرح الأحداث، كان فى

مقدمتها ظهور العنصر التركى قوة مؤثرة فى حركة الأحداث؛ فتمتع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015