ولاية أقامها المسلمون فى القرن (1هـ = 7 م)، وشملت الحوض
الأدنى لنهر السند؛ فكانت بذلك بوابة بلاد الهند التى فتحها
المسلمون. ولم تكن هذه البلاد مجهولة للعرب قبل الإسلام؛ إذ
كانت تجارتها تمر بالأرض العربية عن طريق اليمن أو البحرين
إلى سواحل الشام ومصر. ومرت علاقة الدولة الإسلامية بالسند
بعدة مراحل، بدأت بحملة بحرية بقيادة المغيرة بن أبى العاص
الثقفى عام (15هـ)، واستطلع المسلمون أمر الهند فى خلافة
عثمان، وقاد الحارث بن مرة حملة إليها فى خلافة على بن أبى
طالب. وتعددت الحملات عليها فى خلافة الدولة الأموية،
وأشهرها التى قادها المهلب بن أبى صفرة فى خلافة معاوية
بن أبى سفيان عام (44هـ = 664م) حتى بلغ الأهوار (لاهور)،
وتكررت الحملات بعد ذلك للقضاء على الخارجين علىالدولة
الإسلامية، أهمها كانت بقيادة محمد بن القاسم بن أبى الحجاج.
وبدأ الضعف يتغلغل فى أنحاء الدولة الإسلامية فى السند؛
بسبب ضعف الولاة الأمويين والصراعات القبلية، وواجه
العباسيون ما لاقاه الأمويون من قبل، وانتشر التشيع، وخاصة
للعلويين؛ فانتشر فكر الطائفة الإسماعيلية، وقد أدى كل هذا
إلى انحطاط شأن السند، حتى ثبَّتت الشيعة الإسماعيلية
أقدامها، واستطاع جلم بن شيبان الاستيلاء على السند وأقام
أول دولة إسماعيلية فى الهند.