كل قبيلة من غيرها، كما يقول (الماوردى)، (فكأن كل قبيلة كانت
تمثل فرقة من فرق الجيش).
وإلى جانب (ديوان الجند) نشأ (ديوان العطاء)، وهو المختص
بالمخصصات المالية التى كانت تدفعها الدولة للناس، و (ديوان الخراج)
وهو يشبه وزارة المالية فى الوقت الحاضر، فكل موارد الدولة المالية
كانت تدخل إلى هذا الديوان، مثل غنائم الفتوحات، وخراج الأرض،
والزكاة، والعشور، وهى ضرائب كانت تُوخَذ من التجار الذين يدخلون
بتجارتهم إلى البلاد الإسلامية، وهى شبيهة برسوم الجمارك فى
الوقت الحاضر، وكانت هذه الضريبة على ثلاثة أنواع تبعًا لنوعية
التجار، فالتجار المسلمون يؤخذ منهم ربع عشر تجارتهم، والتجار من
أهل الذمة من مواطنى الدولة الإسلامية يؤخذ منهم نصف العشر، أما
التجار من الكفار الذين يدخلون البلاد الإسلامية بتجارتهم، فيؤخذ منهم
العشر.
وكانت حصيلة تلك الأموال تدخل (ديوان الخراج)، ويُنقَق منها على
الجند، والموظفين، والمرافق العامة للدولة، وهذا الديوان كان موجودًا
من عصر الراشدين، لكنه تطوَّر واتسع نطاق عمله باتساع الدولة فى
العصر الأموى.
وهناك دواوين أخرى أنشأها الأمويون أنفسهم، منها:
ديوان البريد:
وأصل هذا الديوان فى الواقع كان موجودًا منذ عهد النبى - صلى الله
عليه وسلم -، فقد بعث كثيرًا من الرسائل إلى الملوك والأمراء
المعاصرين له، يدعوهم إلى الإسلام، وحمل هذه الرسائل سفراء
ومبعوثون من قِبله، لكن (معاوية بن أبى سفيان) أنشأ لهذا النوع من
العمل ديوانًا خاصا، وهو الجديد فى ذلك الأمر، وجعل له موظفين
معينين، يقومون على العمل به، وقام (ديوان البريد) بمهمتين:
- الأولى: نقل الرسائل من دار الخلافة وإليها، وكان بعضها رسائل
داخلية، وهى المتبادلة بين الخليفة وولاة الأقاليم وكبار الموظفين،
وبعضها الآخر رسائل خارجية وهى التى يتبادلها الخليفة مع ملوك
الدول الأجنبية وزعمائها.