- والأخرى: مراقبة أعمال الولاة وكبار الموظفين، ومتابعة سلوكهم
وأسلوبهم فى إدارة ولاياتهم، وموافاة الخلافة بتقارير منتظمة؛
حتى يكون الخليفة على علم تام بكل ما يجرى فى كل الولايات.
وكانت تلك المهمة جليلة الشأن، تُطْلع الخليفة على أى خلل أو قصور
فى الإدارة، فيسارع إلى تدارك ذلك، ولذا اهتم الأمويون بديوان
البريد اهتمامًا عظيمًا لأثره البالغ فى حسن سير الإدارة ومراقبة
الموظفين.
ديوان الخاتم:
وهو يختص بحفظ نسخة من المراسلات التى كانت تدور بين الخليفة
وولاته وكبار موظفيه فى الداخل، أو بينه وبين غيره من الحكام
الأجانب، بعد ختمها بخاتم خاص، وهو بذلك أشبه ما يكون بإدارة
الأرشيف فى النظم الإدارية الحديثة، وكانت النسخة المرسَلة تُطوَى
وتغلق بالشمع، حتى لا يمكن فتحها والاطلاع على محتوياتها إلا عند
الضرورة، وقد أنشأ هذا الديوان (معاوية بن أبى سفيان)؛ لمنع
التزوير والتلاعب فى مراسلات الدولة.
وكان ختم الرسائل بخاتم خاص معروفًا فى الدولة الإسلامية منذ عهد
النبى - صلى الله عليه وسلم -، فعندما عزم النبى - صلى الله عليه
وسلم - على إرسال رسائله إلى الملوك والأمراء المعاصرين له،
لدعوتهم إلى الإسلام، قال له بعض أصحابه: إن الأعاجم - يقصدون
(كسرى) و (قيصر) - لا يقبلون رسالة إلا إذا كانت مختومة؛ فاتخذ
خاتمًا من فضة لختم رسائله، نقش عليه: محمد رسول الله، واتخذ له
حاملا خاصًا، سُمى (حامل خاتم النبى)، وكان اسمه (معيقب بن أبى
فاطمة الدوسى)، وظل الخلفاء الراشدون يستخدمونه فى ختم
رسائلهم حتى سقط من يد (عثمان بن عفان) - رضى الله عنه - فى بئر
(أريس)، فاتخذ خاتمًا آخر صنع على مثاله، لكن (معاوية بن أبى
سفيان) طوَّر تلك البدايات طبقًا لمقتضيات العصر، واتساع رقعة
الدولة، وكثرة المراسلات المتبادلة.
ديوان الرسائل:
ووظيفته صياغة الكتب والرسائل والعهود التى كانت تصدر عن دار