الأسواق وضرب بشدة على أيدى العابثين، ولكن الوشاة دسُّوا

له عند «المستنصر» بأنه على صلة بالسلاجقة وأنه يراسلهم،

فقتله «المستنصر»، وعادت البلاد ثانية إلى ما كانت عليه، وظلت

تنتقل من سيئ إلى أسوأ مدة تسع سنوات تولَّى الوزارة فيها

أربعون وزيرًا، فاستنجد «المستنصر» ببدر الدين الجمالى حاكم

«عكا»، فأتى على الفور، وألقى القبض على العابثين

والعناصر المتنافرة، وضرب بيد من حديد على أيدى الخارجين

على النظام والقانون، وعَمَّر الريف، واهتم بالزراعة، وحصن

مدينة «القاهرة» التى كانت قد خُربت أسوارها من جراء الفتن،

وبنى جامعه المعروف بجامع الجيوش بالمقطم، فتحسنت الأحوال

فى عهده باستثناء إذكائه روح العداء بين الشيعة والسنة، لأنه

كان شيعىا متعصبًا، وظل وزيرًا للمستنصر حتى وافاه أجله

فى عام (487هـ)، بعد أن عهد إلى ابنه بالوزارة من بعده،

ليصبح هذا الأمر تقليدًا جديدًا، لم يُعمَل به من قبل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015