واضحة تنظم حياة الفرد والمجتمع.
الحياة الاجتماعية:
وفى هذا الصدد نستطيع القول إن الإسلام خلَّصهم من عادات سيئة
كثيرة مثل العُرْى وأكْل لحوم البشر ودفن الجوارى والخدم والزوجات
مع الملك المتوفى، ووأد الأطفال أحياءً، وكان هؤلاء الأطفال
يوءدون لا لشىء إلا لأنهم وُلدوا مشوهين، أو وُلدوا وبهم مس من
الشيطان كما كان يعتقد آباؤهم، أو لأن أسنانهم العليا ظهرت أولا،
وهو فأل سيئ عندهم، فكانت بعض القبائل تترك هؤلاء الأطفال فى
الغابة تخلصًا منهم، ولكن الإسلام عدَّل هذه العادة بين المسلمين
الأفارقة.
زد على ذلك أن الإسلام علمهم النظافة فأخذ الأهالى الذين لم يتعودوا
من قبل على النظافة يغتسلون ويتنظفون، لأن إقامة الشعائر الدينية
الإسلامية لا تصح إلا بطهارة البدن والملبس والمكان. يضاف إلى ذلك
أن الإسلام نظمهم فى الزواج ونظام الأسرة، إذ جعل الرجل هو
المسئول الأول عن الأسرة لا المرأة كما كان الشأن عند كثير من
القبائل الإفريقية، فصار الأبناء ينسبون لآبائهم وليس لأمهاتهم، كما
حدد عدد الزوجات فى أربع فقط وليس كما كان الحال عندما كان
الرجال يختلطون بالنساء اختلاطًا جماعيا، أو كان للرجل ما يشاء من
نساء حسب قدرته ومقدرته. وبذلك رفع الإسلام مكانة المرأة
وأحاطها بسياج من الاحترام والطهر والعفاف، بعد أن كان الابن يرث
زوجات أبيه بل ويتزوج بهن، وكان نظامهم أن ابن الزوجة الأولى هو
الذى يختص بميراث أبيه كله عند وفاته ويحرم منه باقى الأبناء
فوضع الإسلام نظامًا عادلا لتوزيع التركة بين أفراد الأسرة جميعًا إذا
مات عائلها، حسب نظام دقيق يعطى لكل ذى حق حقه دون زيادة أو
نقصان، ودون ظلم أو بهتان، مما أورث الحب والمودة فى قلوب
الأبناء وزرعها محل الكراهية والبغضاء.
ولا يقل عن ذلك أهمية أن الإسلام أزال تقسيم الناس إلى طبقات
حسب اللون أو العنصر أو الثروة أو المنزلة الاجتماعية، وجعل الإخاء