من القرن العشرين، ثم مواجهة خطر البرتغاليين بالنسبة إلى سلطنات

الجنوب بدءًا من القرن السادس عشر وطوال القرن السابع عشر،

حتى تم تحرير تلك المناطق من البرتغاليين على يد العرب العُمانيين.

وإذا كان الإسلام قد انتشر فى إفريقيا جنوب الصحراء على هذا

النحو الذى تحدثنا عنه، فقد أصبحت القارة الإفريقية هى القارة

المسلمة الوحيدة فى العالم كله؛ حيث إن أغلبية سكانها بما لا يقل

عن (65%) مسلمون، وأصبح الإسلام هو مستقبلها، فما هو الأثر الذى

تركه منذ انتشاره فى هذه القارة؟

أثر الإسلام فى إفريقيا جنوب الصحراء:

قبل أن نتحدث عن أثر الإسلام فى حياة الأفارقة جنوب الصحراء نود

أن نقدم لهذا الحديث بشهادة وردت على لسان أحد الأوربيين

المنصفين ويسمى «ميك» فى كتابه فقال: «إن الإسلام لم يترك أثرًا

عميقًا فى التركيب الجنسى لهذه الشعوب فحسب، بل إنه جاء

بحضارة أتاحت للشعوب الزنجية طابعًا حضاريا لايزال واضحًا حتى

اليوم مؤثِّرًا فى نظمهم السياسية والاجتماعية، ذلك أن الإسلام حمل

الحضارة إلى القبائل المتبربرة، وجعل من المجموعات الوثنية

المنعزلة المتفرقة شعوبًا، وجعل تجارتها مع العالم الخارجى

ميسورة. فقد وسع من الأفق ورفع من مستوى الحياة بخَلْق مستوى

اجتماعى أرقى، وخلع على أتباعه الكرامة والعزة واحترام الذات

واحترام الآخرين .. لقد أدخل الإسلام فن القراءة والكتابة، وحرم

الخمر، وأكل لحوم البشر، والأخذ بالثأر، وغير ذلك من العادات

الوحشية، وأتاح للزنجى السودانى الفرصة لأن يصبح مواطنًا حرا فى

عالم حر».

وشهادة ثانية يتحدث فيها صاحبها «جرانفيل» (الكونغولى) فى

العصر الحديث عن شىء من أثر العروبة والإسلام فى عمق القارة

فيقول: «لقد زوَّر البلجيك فى الكونغو، فليست مدينة ستانلى فيل

سوى مدينة تيبوتيب وهو الزعيم حميد بن محمد المرجبى العُمانى

العربى الذى أقام هذه المدينة قبل قدوم الرحالة ستانلى، وليس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015