أهل «لامو» والتى اشتملت على نزعة دينية عميقة.

وكان تأثر تلك البلاد بالتقاليد والحياة الإسلامية واضحًا فى انتشار

الطرق الصوفية، وقد تم تبسيط هذه الطرق لتلائم عقلية البدائيين من

أهل تلك البلاد.

ويبدو أن الطرق الصوفية لم يكن لها وجود كبير فى القرن الثامن

الهجرى الرابع عشر الميلادى فى الوقت الذى زار فيه «ابن فضل الله

العمرى» هذه البلاد، فهو يتحدث عن المدارس والخوانق والروابط

والزوايا ولايشير إلى الصوفية إلا كأفراد.

والقادرية هى أولى الطرق الصوفية التى دخلت بلاد الحبشة على

أيدى المهاجرين من اليمنيين والحضارمة، وقد انتشرت الفرق

الصوفية فى «مصوع» و «زيلع» و «مقديشيو» وفى المراكز الإسلامية

على الساحل الشرقى جنوب «مقديشيو»، وفى الجزر الإفريقية

المواجهة له.

وقد ذاعت بين مسلمى الحبشة والصومال عادة تقديس الأولياء

وانتشرت أضرحتهم فى طول البلاد وعرضها، وأغلبهم من الغرباء

الذين وفدوا على البلاد وادعوا انتسابهم إلى بنى هاشم، وقد ظهر

فضلهم وتقواهم وتقشفهم وعلمهم، فتأثر بذلك المسلمون الذين نالوا

حظًا محدودًا من التعليم ولاسيما فى المدن والقرى. وكان هؤلاء

الشيوخ يؤمون الناس فى الصلاة ويعلمونهم القرآن والحديث، فإذا

ماتوا أصبحت أضرحتهم مركزًا للتعليم يفد إليها الناس، ومن أشهر

هؤلاء الأولياء «الشيخ سعد الدين» فى «زيلع»، والشيخ «عمر

السكرى»، و «الأمير نور بن المجاهد» فى «هرر».

وعلى ذلك فقد قامت سلطنات وإمارات إسلامية فى بلاد الحبشة

والصومال وجنوبًا على طول الساحل الشرقى حتى نهر «زمبيزى»

فى «موزمبيق»، وفى الجزر الإفريقية المواجهة له. وكان نصيب هذه

الإمارات هو الدخول فى صراع الحياة والموت أمام خطر الأحباش

بالنسبة إلى السلطنات الشمالية وطوال أربعة قرون من الثانى عشر

إلى السادس عشر، ذلك الصراع الذى انتهى بإخضاع معظم هذه

الإمارات سياسيا للأحباش حتى تم تحرير معظمها فى النصف الثانى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015