كلمة الحق. قلت له: وما يدريني يرحمك اللَّه أن الحكيم يقول كلمة الضلالة، وأن المنافق يقول كلمة الحق؟ قال: اجتنب من كلام الحكيم المشتبهات التي تقول ما هذه ولا يُنئينّك ذلك منه -أو قال عنه- فإنه لعله أن يراجع ويلقّى الحق إذا سمعته، فإن على الحق نورًا" (?). رواه عقيل، عن الزهري، وفيه: "ولا يَثنينّك ذلك عنه". أخبر معاذ أن زيغة الحكيم لا توجب الإعراض عنه، ولكن يترك من قوله ما أظلم، فنور الحق ما دل عليه كتاب أو سنة أو إجماع.

16146 - كثير بن عبد اللَّه بن عوف، عن أبيه، عن جده، أن رسول اللَّه قال: "اتقوا زلة العالم، وانتظروا فيئته".

قلت: كثير واه.

16147 - ابن شابور، سمعت الأوزاعي يقول: "من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام".

16148 - [أحمد] (?) بن عيسى التنيسي، نا عمرو بن أبي سلمة، سمعت الأوزاعي يقول: "يترك من قول أهل مكة المتعة والصرف، ومن قول أهل المدينة السماع، وإتيان النساء في أدبارهن، ومن قول أهل الشام الجبر والطاعة، ومن قول أهل الكوفة النبيذ والسحور".

العباس بن الوليد بن مزيد، حدثني أبو عبد اللَّه من بجّ حوران، سمعت الأوزاعي يقول: "نجتنب من قول أهل العراق خمسًا، ومن قول أهل الحجاز خمسًا؛ من قول أهل العراق: المسكر والأكل في الفجر في رمضان، ولا جمعة إلا في سبعة أمصار، وتأخير العصر حتى يكون الظل أربعة أمثاله، والفرار يوم الزحف، ومن قول أهل الحجاز: الملاهي، والجمع بين الصلاتين من غير عذر، والمتعة، والدرهم بالدرهمين يدًا بيد، وإتيان النساء في أدبارهن".

16149 - قال إسماعيل القاضي: "دخلت على المعتضد فدفع إليّ كتابًا نظرت فيه، وكان قد جمع له الرخص من زلل العلماء، وما أحتج به كل منهم لنفسه، فقلت: مصنف هذا زنديق، فقال: لم تصح هذه الأحاديث؟ قلت: الأحاديث على ما رويت ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعة، ومن أباح المتعة لم يبح الغناء والمسكر، وما من عالم إلا وله زلة، ومن جمع زلل العلماء ثم أخذ بها ذهب دينه، فأمر المعتضد فأحرق ذلك الكتاب". أخبرنا بها الحاكم، أنا أبو الوليد، سمعت ابن سريج، سمعت إسماعيل، فذكره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015