لعب الشطرنج والاختلاف فيه
قال الشافعي: إذا كان أهل الأهواء هكذا فاللاعب بالشطرنج -وإن كرهنا له- وبالحمام -وإن كرهنا له- أخف حالًا من هؤلاء بما لا يحصى ولا يقدر، وإنما قال ذلك لما فيه أيضًا من اختلاف العلماء.
16150 - الربيع، سمعت الشافعي يقول: "لعب سعيد بن جبير بالشطرنج من وراء ظهره، فيقول: بأيش دفع كذا، فإذا قال: بكذا، قال: ادفع بكذا".
16151 - ابن عبد الحكم، أنا الشافعي، قال: "كان ابن سيرين وهشام بن عروة يلعبان بالشطرنج استدبارًا".
16152 - معمر: "بلغني أن الشعبي كان يلعب بالشطرنج ويلبس ملحفة ويرخي شعره، وذلك أنه كان متواريًا من الحجاج".
16153 - أبو مسلم الكجي، نا معقل بن مالك الباهلي، قال: "خرجت من الجامع، فإذا رجل قد قربت إليه دابته، فسأله رجل: ما كان الحسن يقول في الشطرنج؟ قال: كان لا يرى بها بأسًا، وكان يكره النردشير، فقلت: من هذا؟ قالوا: ابن عون، وكان مضبب الأسنان بالذهب".
16154 - يحيى بن سليمان، ثنا أحمد بن بشير، قال: "أتيت البصرة في طلب الحديث فأتيت بهز بن حكيم فوجدته مع قوم يلعب بالشطرنج".
وعن إبراهيم الهجري: "أنه كان يلعب بالشطرنج".
جعل الشافعي اللعب بالشطرنج من المسائل المختلف فيها في أن لا يوجب رد الشهادة، فأما كراهية اللعب بها فقد صرح بها فيما قدمنا ذكره، وهو الأشبه والأولى بمذهبه، فالذين كرهوها أكثر، ومعهم من يحتج بقوله.
16155 - جعفر بن محمد، عن أبيه (?)، عن علي: "أنه كان يقول: الشطرنج هو ميسر الأعاجم" مرسل.
16156 - شبابة، عن فضيل بن مرزوق، عن ميسرة بن حبيب (?) قال: "مر عليٌ على قوم يلعبون بالشطرنج فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون".
أبو معاوية، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي: "أنه مر على قوم يلعبون بالشطرنج فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؛ لأن يمس جمرًا حتى يطفأ خير له من أن يمسها".
شريك، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم (?)، قال علي -رضي اللَّه عنه-: "صاحب الشطرنج أكذب الناس يقول أحدهم: قتلت وما قتل".