مصمتة. فقال: تكلمي. فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية. فتكلمت، فقالت: من أنت؟ [قال] (?): من المهاجرين من قريش. قالت: من أي قريش؟ قال: إنك لسئول أنا أبو بكر. فقالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء اللَّه به بعد الجاهلية بعد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فقال: بقاؤكم عليه ما استقامت أئمتكم. قالت: وما الأئمة؟ قال: أما كانت لقومك رءوس وأشراف يأمرونهم ويطيعونهم؟ قالت: بلى. قال: فهم أمثال أولئك يكونون على الناس".
جرير بن عبد الحميد، عن يزيد، عن زيد بن وهب، عن أبي بكر الصديق: "أنه أتى قبة امرأة فسلم فلم تكلمه فلم يتركها حتى كلمته، قالت: يا عبد اللَّه، من أنت؟ قال: من المهاجرين. قالت: المهاجرون كثير فمن أيهم أنت؟ فقال: من قريش. قالت: قريش كثير فمن أيهم أنت؟ قال: أنا أبو بكر. قالت: بأبي أنت وأمي، كان بيننا وبين قوم في الجاهلية شيء فحلفت إن اللَّه عافانا أن لا أكلم أحدًا حتى أحج. قال: إن الإسلام هدم ذلك فتكلمي".
15511 - زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب قال: "كنت جالسًا عند ابن مسعود فجاء رجلان فسلم أحدهما ولم يسلم الآخر، قلنا -أو قال-: ما بال صاحبك لم يسلم. قال: إنه نذر صومًا ولا يكلم اليوم إنسيًا. قال عبد اللَّه: بئس ما قلت، إنما كانت تلك امرأة قالت ذلك ليكون لها عذر، وكانوا ينكرون أن يكون ولد من غير زوج ولا زنى فَسلِّم وأمر بالمعروف وانه عن المنكر خير لك".
ما يوفى من نذر الجاهلية ومن النذر المباح
15512 - عبيد اللَّه (خ م) (?)، عن نافع، عن ابن عمر قال عمر للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف في المسجد الحرام. فقال: أوف بنذرك". و (خ) "أن أعتكف ليلة".
15513 - حسين بن واقد (ت) (?)، نا عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه "أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قدم من