أنزلوهم على حكمكم، ثم أقضوا فيهم ما أحببتم، وإذا قال الرجل للرجل: لا تخف، فقد آمنه، وإذا قال: مترس، فقد آمنه، وإذا قال له: أظنه، لا تدحل فقد آمنه فإن اللَّه يعلم الألسنة". ورواه الثوري عن الأعمش فقال بدل "تدحل": "تذهل" (?) ولم يشك.

14162 - معتمر بن سليمان، نا سعيد بن عبيد اللَّه، نا بكر بن عبد اللَّه المزني وزياد بن جبير، عن جبير بن حية، قال: "بعث عمر الناس من أفناء (الأنصار) (?) يقاتلون المشركين، قال: فبينما عمر كذلك إذ أتي برجل من المشركين عن أهل الأهواز قد أسر، فلما أتي به قال بعض الناس للهرمزان: أيسرك أن لا تقتل؟ قال نعم، وما هو قال: إذا قربوك من أمير المؤمنين يكلمك فقل: إني أفرق أن أكلمك، فإن أراد قتلك فقل: إني في أمان إنك قلت: لا تفرق قال: فحفظها الرجل، فلما أتي به عمر قال له في بعض ما يسائله عنه: أني أفرق يعني. فقال: لا تفرق. قال: فلما فرغ من كلامه عن ساءله عما شاء اللَّه، ثم قال له: إني قاتلك. فقال: قد أمنتني. فقال: ويحك ما أمنتك. قال: قلت: لا تفرق. قال: صدق. أما لي فأسلم، قال: نعم. فأسلم. . . " (?) ثم ذكر الحديث.

14163 - الشافعي، أنا الثقفي، عن حميد، عن أنس قال: "حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر، فقدمت به على عمر، فلما انتهينا إليه، قال له عمر: تكلم، قال كلام حي أو كلام ميت؟ قال: تكلم، لا بأس. قال: إنا وإياكم معشر العرب ما خلّى اللَّه بيننا وبينكم، كنا نتعبدكم ونقتلكم ونغضبكم، فلما كان اللَّه معكم لم يكن لنا يدان. فقال عمر: ما تقول؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، تركت بعدي عدوًّا كثيرًا وشوكة شدية، فإن قتلته يئس القوم من الحياة، ويكون أشد لشوكتهم. فقال عمر: أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور، فلما خشيت أن يقتله قلت: ليس إلى قتله سبيل قد قلت له: تكلم لا بأس. فقال عمر: أرتشيت وأصبت منه؟ قلت: واللَّه ما ارتشيت ولا أصبت منه. قال: لتأتيني على ما شهدت به بغيرك أو لأبدأن بعقوبتك. فخرجت فلقيت الزبير، فشهد معي، وامسك عمر فأسلم الهرمزان وفرض له".

نزول من نزل على حكم الإمام أو غيره إذا كان مأمونا

14164 - شعبة (خ م) (?) أنبأني سعد بن إبراهيم، سمعت أبا أمامة بن سهل يحدث، عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015