ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سليمان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: "استحيضت أخت زينب بنت جحش سبع سنين، فكانت تملأ مركنًا لها ماء ثم تدخله حتى تعلو الماء حمرة الدم، فاستفتت رسول الله، فقال لها: إنه ليس بحيضة، ولكنه عرق، فاغتسلي وصلي".
فهذا ما فيه الغسل لكل صلاة، وهو أولى لموافقته سائر الروايات عن الزهري. ورواية ابن إسحاق غلط؛ لمخالفتها سائر الروايات عن الزهري، ومخالفتها حديث بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك عن عروة، عن عائشة "أن أم حبيبة بنت جحش شكت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدم فقال: امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك، ثم اغتسلي. قال: فكانت تغتسل عند كل صلاة من عند نفسها". ففي هاتين الروايتين الصحيحتين بيان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأمرها بالغسل عند كل صلاة، وأنها كانت تفعل ذلك من قبل نفسها.
قلت: كأنها فهمت ذلك من قوله عليه السلام: "فاغتسلي وصلي".
1482 - مالك، عن هشام، عن أبيه قال: "ليس على المستحاضة إلا أن تغتسل (مرة) (?) ثم توضأ بعد ذلك للصلاة". ورواه الشافعي عن مالك، وفيه: "ثم توضأ بعد ذلك لكل صلاة".
1483 - عمرو بن خالد، عن ابن لهيعة، عن الأسود، عن عروة، عن عائشة "أنها لم تكن ترى على المستحاضة إلَّا غسلًا واحدًا". وقد قدمنا عن قمير، عن عائشة ما يدل على هذا.
1484 - عبد الوارث (د) (?)، ثنا حسين، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، أخبرتني زينب بنت أبي سلمة "أن امرأة كانت تهراق الدم، وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله أمرها أن تغتسل عند كل صلاة وتصلي". خولف حسين فيه.
1485 - مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة (?) "أن أم حبيبة بنت جحش سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: إني أهراق الدم. فأمرها أن تغتسل عند كل صلاة وتصلي".
رواه الأوزاعي، فيما سمعه منه بشر بن بكر، عن يحيى، حدثني أَبو سلمة وعكرمة "أن زينب