في أيديهم من بني المصطلق، فلقد أعتق بها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها" (?).
14087 - ابن إسحاق، حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: "كنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بحنين، فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم أدركه وفدهم بالجعرانة وقد أسلموا، فقالوا: يا رسول اللَّه إنا أصل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك، فامنن علينا منّ اللَّه عليك. وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال يا رسول اللَّه إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وعماتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك، وذكر كلامًا وأبياتًا، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: نساؤكم وأبناؤكم أحب إليك أم أموالكم؟ فقالوا: يا رسول اللَّه، خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا، أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا. فقال: أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وإذا أنا صليت بالناس فقوموا وقولوا: إنا نستشفع برسول اللَّه إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول اللَّه في أبنائنا ونسائنا، سأعطيكم عند ذلك، وأسأل لكم. فلما صلي بالناس الظهر قاموا فقالوا ذلك، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم. وقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وقالت الأنصار كذلك. فقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا. فقال العباس بن مرداس السُّلمي: أما أنا وبنو سُليم فلا. فقالت بنو سليم: بل ما كان لنا فهو لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وقال عيينة بن بدر: أما أنا وبنو فزارة فلا. فقال رسول اللَّه: من أمسك بحقه منكم فله بكل إنسان ستة فرائض من أول فيء نصيبه. فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم" (?) وحديث المسور في سبي هوازن قد مضى.
14088 - مسلمة بن علقمة (م) (?) عن داود، عن الشعبي، عن أبي هريرة قال: "ثلاث سمعتهن لبني تميم من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لا أبغض بني تميم بعدهن أبدًا، كان على عائشة نذر محرر من ولد إسماعيل، فسُبي سبي من بلعنبر، فلما جيء بذاك السبي قال لها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن سرك أن تفي بنذرك فأعتقي محررًا من هؤلاء. فجعلهم من ولد إسماعيل، وجيء بنعم من نعم الصدقة، فلما رآه راعه حسنه فقال: هذا نعم قومي. فجعلهم قومه. قال: وقال: هم أشد