سبي فُدي من العرب ستة فرائض، وأنه كان يقضي بذلك فيمن تزوج الولائد من العرب". هذا مرسل جيد.
14084 - ابن إسحاق، عن يزيد بن قُسيط، عن سعيد بن المسيب قال: "أبَقت أمة لبعض العرب فوقعت بوادي القرى فانتهت إلى الحي الذين أبقت منهم، فتزوجتها رجل من بني عذرة، فنثرت له بطنها، ثم عثر عليها سيدها فاستاقها وولدها، فقضى عمر للعذري -يعني: قضى له بولده- وقضى عليه بالغُرة لكل وصيف وصيفٌ، ولكل وصيفة وصيفة، وجعل عن الغرة إذا لم توجد على أهل القرى ستين دينارًا أو سبعمائة درهم، وعلي أهل البادية ست فرائض".
قال المؤلف: هذا ورد في وطء الشبهة فيكون الولد حرًا وعليه قيمته لصاحب الجارية، وكان عمر رأى القيمة بما نقل في هذا الأثر -إن صح- وجريان الرق على سبايا بني المصطلق وهوازن ثابت والمن عليهم يإطلاق السبايا تفضل.
14085 - مالك (خ د) (?) عن ربيعة، عن محمد بن يحيى بن حبَّان، عن ابن محيريز قال: "دخلت المسجد فرأيت أبا سعيد فجلست إليه فسألته عن العزل، فقال: خرجنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في غزوة بني المصطلق، فأصبنا سبايا من سبي العرب، فاشتهينا النساء، واشتدت علينا العزبة، وأحببنا الفداء، فأردنا أن نعزل، ثم قلنا: نعزل ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بين أظهرنا؟ فسألناه فقال: ما عليكم ألا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة".
14086 - ابن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة قالت: "لما قسم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن شماس أو لابن عم له، فكاتبته على نفسها، وكانت امرأةً حلوةً مَلَّاحةً لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول اللَّه تستعينه في كتابتها، فواللَّه ما هو إلا أن رأيتها فكرهتها، وقلت: سيرى منها مثلما رأيت، فلما دخلت على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قالت: يا رسول اللَّه، أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، وقد كاتبت على نفسي فأعني على كتابتي، فقال: أوَخير من ذلك؟ أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك. فقالت: نعم. ففعل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فبلغ الناس أنه قد تزوجها، فقالوا: أصهار رسول اللَّه، فأرسلوا ما