المشركين! لئن أشهدني اللَّه قتالًا ليرين اللَّه ما أصنع. فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون، فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء -يعني: المشركين- وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني: المسلمين- ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ، فقال: أي سعد، والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد، واهًا لريح الجنة. قال سعد: فما استطعت يا رسول اللَّه ما صنع. فوجدناه بين القتلى وبه بضع وثمانون جراحة من ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم، وقد مثلوا به حتى عرفته أخته ببنانه. قال أنس: كنا نقول: أنزلت هذه الآية: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} (?) فيه وفي أصحابه". كذا في كتابي، وصوابه: أنس بن النضر.
13964 - حماد بن سلمة (م) (?) عن علي بن زيد وثابت، عن أنس "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقوه قال: "من يردهم عنا وله الجنة -أو: هو رفيقي في الجنة-؟ فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قُتل، ثم رهقوه أيضًا، فقال: من يردهم عنا وله الجنة -أو: هو رفيقي في الجنة-؟ فتقدم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قُتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لصاحبيه: ما أنصفنا أصحابنا".
13965 - ابن المبارك، أنا عبيد اللَّه بن الوازع، نا أيوب السختياني، عن بعض بني أنس بن مالك -كأنه ثمامة- عن أنس بن مالك قال: "مررت يوم اليمامة بثابت بن قيس وهو يتحنط، فقلت: يا عم، أما ترى ما يلقى المسلمون -أي وأنت هاهنا-؟ فتبسم ثم قال: الآن يا ابن أخي. فلبس سلاحه وركب فرسه حتى أتى الصف، فقال: أفٍ لهؤلاء ولما يصنعون. وقال للعدو: أف لهؤلاء ولما يعبدون، خلوا عن سبيله -أو قال: سننه- حتى أصلى بحرّها، فحمل فقاتل حتى قُتل".
13966 - جعفر بن سليمان، عن ثابت (?): "أن عكرمة بن أبي جهل ترجل يوم كذا، فقال له خالد بن الوليد: لا تفعل؛ فإن قتلك على المسلمين شديد. فقال: خل عني يا خالد؛