بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ. . .} (?) الآية، فأظهر لهم المفارقة، وقال إبراهيم {[قَدْ كَانَتْ] (?) لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ. . .} (?) إلى آخر الآية فأظهر لهم المفارقة، وقال محمد: {إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} (?) فقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عند الكعبة يقرؤها على المشركين، فأظهر لهم المفارقة".
الإذن بالهجرة
13808 - ابن إسحاق، حدثني الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم سلمة قالت: "لما ضاقت علينا مكة وأوذي أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وفتنوا ورأوا ما يصبيبهم من البلاء والفتنة في دينهم، وأن رسول اللَّه لا يستطيع دفع ذلك عنهم وكان في منعة من قومه وعمه لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه فقال لهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن بأرض الحبشة ملكًا لا يظلم أحد عنده فالحقوا ببلاده حتى يجعل اللَّه لكم فرجًا ومخرجًا مما أنتم فيه. فخرجنا إليها إرسالًا حتى اجتمعنا بها فنزلنا بخير دار إلى خير جار أمنا على ديننا ولم نخش منه ظلمًا".
13809 - داود بن عبد الرحمن، نا عبد اللَّه بن عثمان، عن أبي الزبير حدثه أن جابرًا حدثه "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في المواسم بمجنة وعكاظ ومنازلهم بمني: من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة. فلم يجد أحدًا يؤويه وينصره حتى أن الرجل ليدخل ضاحية من مضر واليمن فيأتيه قومه أو ذو رحمه فيقولون: احذر فتى قريش لا يصيبك. يمشي بين رحالهم يدعوهم إلى اللَّه يشيرون إليه بأصابعهم حتى بعثنا اللَّه من يثرب فيأتيه الرجل منا فيومئ به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم تبق دار من دور يثرب إلا فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام، ثم يبعثنا اللَّه فائتمرنا واجتمعنا سبعين رجلًا، فقلت: حتى متى رسول اللَّه يطرد في جبال مكة ويخال -أو قال: ويخاف- فقدمنا عليه الموسم فوعدنا شعب العقبة، فاجتمعنا فيه من رجل ورجلين حتى توافينا عنده فقلنا: يا رسول اللَّه، علام نبايعك؟ قال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلي النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،