12987 - حجاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري قال: "لما استخلف اللَّه أبا بكر وارتد من ارتد من العرب عن الإسلام خرج أبو بكر غازيًا، حتى إذا بلغ نقعًا من نحو (النقيع) (?) خاف على المدينة، فرجع وأمَّر خالد بن الوليد وندب معه الناس وأمره أن يسير في ضاحية مضر فيقاتل من ارتد منهم عن الإسلام، ثم يسير إلى إليمامة فيقاتل مسيلمة، فسار خالد فقاتل طليحة الكذاب الأسدي، فهزمه اللَّه وكان قد اتبعه عيينة بن حصن الفزاري، فلما رأى طليحة كثرة إنهزام أصحابه قال: ويلكم ما يهزمكم؟ ! قال رجل منهم: أنا أحدثك ما يهزمنا، إنه ليس منا رجل إلا وهو يحب أن يموت صاحبه قبله، وإنا لنلقى قومًا كلهم يحب أن يموت قبل صاحبه. وكان طليحة شديد البأس في القتال قتل يومئذ عكاشة بن محصن وابن أقرم، فلما غلب الحق طليحة ترجل ثم أسلم وأهل بعمرة، فركب يسير في الناس آمنًا حتى مر بأبي بكر بالمدينة ثم نفذ إلى مكة فقضى عمرته ومضى خالد قبل اليمامة حتى دنا من حي بن تميم فيهم مالك بن نويرة وكان قد صدق من قومه، فلما توفي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمسك الصدقة فبعث إليه خالد سرية. . . فذكر قصة قتله ومضى خالد قبل اليمامة حتى قاتل مسيلمة الكذاب ومن معه من بني حنيفة فاستشهد أناس كثير من المهاجرين والأنصار، وهزم اللَّه مسيلمة ومن معه، وقتل مسيلمة يومئذ مولًى لقريش يقال له: وحشي".
12988 - محمد بن حسن الصنعاني، نا سليمان بن وهب، عن النعمان بن بزرج قال: "خرج أسود الكذاب وكان من بني عنس وكان معه شيطانان يقال لأحدهما: سحيق والآخر: شقيق، وكانا يخبرانه بكل شيء يحدث من أمر الناس فسار الأسود حتى أخذ ذمار. . . فذكر قصة في شأنه وتزوجه بالرزبانة امرأة باذان وأنها سقته خمرًا صرفًا حتى سكر، فدخل في فراش باذان وكان من ريش فانقلب عليه الفراش، ودخل فيروز وخرزاد بن بزرج فأشارت إليهما المرأة أنه في الفراش وتناول فيروز برأسه ولحيته فعصر عنقه فدقها وطعنه ابن بزرج بالخنجر فشقه من ترقوته إلى عانته، ثم احتز رأسه وخرجوا وأخرجوا المرأة معهم وما أحبوا