الصفين وعلى مثل ذلك يحمل حديث سفيان عن الركين عن القاسم بن حسان قال: أتيت فلان بن وديعة فسألته عن صلاة الخوف فقال: ائت زيد بن ثابت فسله فأتيت زيدًا فسألته فقال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف فصف صفًا خلفه وصفًا موازي العدو فصلى بهم ركعة ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فصلى بهم ركعة ثم سلم".

5378 - المسعودي، عن يزيد الفقير، عن جابر قال: "شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخوف فأمر بطائفة تقوم في وجه العدو وقام فصلى بطائفة ركعة فلما انطلق الذين صلوا مع رسول الله فقاموا مقام أولئك وجاء أولئك فقاموا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بهم ركعة، فلما سجدوا جلس فسلم بهم فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين ولمن خلفه ركعة فلما سلم بالذين خلفه سلم الآخرون".

وهذا يحتمل ما احتمل حديث حذيفة وابن عباس وزيد، وقوله: "فكانت له ركعتين وللذين خلفه ركعة" يحتمل أن يكون من جهة بعض الرواة قبل جابر، فقد روينا عن عطاء وأبي الزبير عن جابر ما دل على ذلك وقد قال بعضهم في حديث يزيد الفقير "إنهم قضوا ركعة أخرى" قاله أبو داود السجستاني ورواه الحكم بن عتيبة عن يزيد الفقير وقال: "فصففنا صفين" فذكره بلفظ محتمل لما أولناه، وقد رواه المسعودي مرة بزيادة فتوى من جابر يمنع هذا التأويل.

5379 - الطيالسي، نا المسعودي، عن يزيد الفقير: "سألت جابرًا عن الركعتين في السفر أقصرهما؟ قال: إن الركعتين ليستا بقصر إنما القصر ركعة عند القتال". ثم أنشأ يحدث "أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند القتال وحضرت الصلاة فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصف طائفة خلفه وقامت طائفة وجوهها قبل وجوه العدو فصلى بهم ركعة ثم إنهم انطلقوا فقاموا مقام أولئك وجاء أولئك فصلوا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بهم ركعة، ثم إنه جلس فسلم وسلم الذين خلفه وسلموا أولئك فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين وللقوم ركعة ركعة ثم قرأ يزيد: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} (?) ".

فهذا وإن كان لا يحتمل التأويل الذي ذكرناه فيحتمل أن يكون خبرًا عن صلاته في الغزوة التي وصف هو وغيره صلاته فيها وأنهم قضوا ركعتهم الباقية ويكون في حكم شيء أثبته بعض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015