(فذكرت ذلك لعمي أو لعمر) أو هنا للشك من الراوي وفي سائر الروايات الأخرى في البخاري لعمي بدون شك والمراد بعمه هنا سعد بن عبادة وليس عمه حقيقة وإنما هو سيد قومه الخزرج
(ما أردت إلى أن كذبك رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي ما الذي أردته وقصدته حتى وصلت إلى تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لك
(ومقتك) أي وغضب عليك وهذا القول كان مبنيا على الظن لا على الواقع
{إذا جاءك المنافقون} الآيات مقصود لفظها وحكايتها مفعول به لأنزل
(إن الله صدقك يا زيد) صدقك بتشديد الدال أي قرر صدقك وفي رواية فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذن الغلام فقال وفت أذنك يا غلام مرتين أي كانت أذنك وفية مؤدية واعية لما سمعت
-[فقه الحديث]-
ظاهر قوله فأنزل الله عز وجل {إذا جاءك المنافقون} من غير ذكر نهاية ما أنزل قد يوهم أن السورة قد نزلت حينئذ كلها لكن الروايات الأخرى في الصحيح تثبت نهاية ما أنزل آنذاك وأنه إلى قوله {ليخرجن الأعز منها الأذل} فيكون الذي نزل {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون} ويبدو أن هذا القدر من السورة نزل أولا فقيل لعبد الله بن أبي لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغفر لك فجعل يلوي رأسه ممتنعا مستكبرا فنزل {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون سواء عليهم أأستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون} ويبدو أنه لتقارب وقت النزولين واتصال موضعهما ذكر الكل كأنه نزل دفعة واحدة والله أعلم